وأما تفسيره على النسخة الأخرى التي فيها «وفي الذي يولد لثمانية أشهر يكون بحران كأنه للغد» فمعناه إذا كان فيه اسم «البحران» فإنما المعنى الأول وهو أن بحران الجنين المولود لثمانية أشهر يكون في ذلك الشهر كما يكون بحران واندفاع الفضول التي يقذف بها في اليوم الثامن من المرض.
فقد يوجد في بعض النسخ مكان اسم «قريسيس» وهو البحران «قيرسوس» وهي العروق التي تتسع التي تسمى «الدوالي». وأصحاب هذه النسخة يريدون أن العروق التي تنتهي إلى الرحم تتسع في ذلك الوقت ويقولون إن أبقراط قد وصف هذا بعينه في قول قاله بعد وهو هذا: «اللبن أخو الطمث إذا تمت الثمانية الأشهر وفاض الغذاء». وأنت قادر على أن تعلم علما يقينا أن العروق المشتركة بين الثديين والرحم تمتلئ من الدم قبل وقت الولاد فتتسع وتنتفخ من تشريح بعض الدواب. فقد رأينا ذلك دائما يوجد بهذه من الحال متى رمنا أن نكشف الرحم عن الجنين وأمه بالحياة. وبسبب إملاء تلك العروق يصير إلى الثديين دم كثير فيستحيل في اللحم الرخو الذي في الثديين فيصير لبنا. وهذا القول صواب إلا أن القول بأن يصير الدم إلى الثديين يكون على طريق الخروج قول لا يقبله أحد.
Bogga 158