Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Noocyada
قال جالينوس: أما ما نسب إليه هذا الوجع من أن يكون «خاليا» فليس يمكن أن يفهم عنه من هذا القول شيء غير ألا يكون معه في البطن غلظ خارج من الطبيعة ولا تمدد وبين أنه إذا كانت الحال فيه هذه الحال لم يكن معه أيضا حمى وذلك أنه لو كانت معه حمى لكان سيكون في البطن ورم وكان يكون بسبب الورم انتفاخ وتمدد. فإن كان يعني بهذه العلة التي سماها «إيلاوس» العلة التي يمتنع فيها البراز من الخروج حتى لا يخرج من أسفل شيء أصلا لكن في أكثر الأمر يتقيأ الرجيع فقل ما نرى هذه العلة تحدث ولذلك ليس يسهل اختبار ما يلتمس لها من المداواة بالتجربة وفي نفس العلة النازلة بالأمعاء عند هذا العارض ما هي موضع نظر وبحث. وأبلغ من بحث ونظر في ذلك يزعم أن العلل التي تحدث بالأمعاء فيحدث عنها هذا العارض كثيرة ولذلك قد يعسر أن نعلم أي تلك العلل ينتفع فيها صاحبها بالشراب الذي يسقي على هذا المثال الذي وصف في هذا القول الذي نحن في شرحه.
فأما المفسرون فقد نجدهم يحكمون بالإقدام أحكاما متناقضة فيقول بعضهم إن أبقراط إنما أمر بالشرب في هذا القول وهو يريد به التبريد ويقول بعضهم إنه إنما أراد به التسخين. فمن قال منهم إنه أراد به التبريد كالذي نقصد إليه بالأدوية المتخذة بالأفيون عند انبعاث المرار بالاختلاف والقيء فإن ما تقدم فيه من تبريد الشراب في هذا القول موافق لقوله فأما ما أمر به في نفس الشراب أعني «الخمر» فمناقض لقوله لأنه من شأن الخمر أن تسخن وإن شربت باردة.
فأما من قال إنه إنما قصد بالخمر إلى أن يسخن فما تقدم فيه من أمر الخمر وكثرتها شاهد لقوله. وأما تبريدها فمناقض له إلا أن أصحاب هذا القول يحتجون فيقولون إنها ببردها تجمع الحرارة وتزيد فيها بطريق الانعكاس ولذلك أمر بأن يسقاها صاحب هذه العلة «بعد أن تبرد». وليس يبالي المشاغب ما قال بعد مفارقته التجربة في المرضى التي بها يختبر جميع العلاج.
Bogga 920