Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Noocyada
فقد قال أرسطوطاليس أيضا في مواضع كثيرة من كتبه إنه قد يجوز أن يكون شيئان يقال كل واحد منهما عند الآخر أول وثان على معنيين مختلفين وذلك أن الشيء الذي هو عند الطبيعة أول عندنا ثان. وعلى هذا الوجه عمد إلى كتاب بأسره من كتبه فجعل عنوانه «بعد الطبيعة» وإنما فعل ذلك بسبب معرفتنا وأما ذلك العلم الذي قصد إليه في ذلك الكتاب فهو في الطبع أول كما قد قال هو ذلك أيضا ولو أن إنسانا جعل عنوان ذلك الكتاب مكان «بعد الطبيعة» «قبل الطبيعة» لم يكن مخطئا. وقد نقول أيضا في الجواهر الشخصية التي لا تقبل التقسيم مرة إنها أخيرة عند الصورة ومرة إنها أولية متقدمة وبين لنا أنها أولية متقدمة عندنا وبحسب معرفتنا وأنها أخيرة تالية عند الطبيعة فكذلك الصوت أيضا عند معرفتنا هو أقدم وأسبق وعند طبيعة الآلات الفاعلة له ثان تال.
ولعلي أن أكون قد جاوزت فيما قلت من هذا المقدار الذي ينبغي وأبقراط يشير عليك دائما أن تستخف وتستهين بكل ما كان إنما البحث عنه من طريق النظر في الألفاظ ولا يكون غرضك وقصدك في جميع الكلام إلا بيانه.
وأما القول الذي ختم به أبقراط هذا الكلام فحكم فيه أن الأشياء التي يكون بها «الصوت» تتم في «يوم إفراق». فإن كان ما قصد إليه به علما من علوم نفس الأشياء لا من علوم الألفاظ وما تدل عليه الألفاظ فأنا معيده وناظر فيه.
Bogga 822