Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Noocyada
فأما سابينس فقال إنه ينبغي أن يفهم عنه من قوله «حسن الموافقة» أنه «مستعد متهيئ للسل» وقد أخطأ في ذلك من وجهين أما الواحد فإن أطلق للمفسرين أن يزيدوا من عندهم ما ليس له في فص الكلام أثر أصلا ومتى أطلق ذلك كان ما يقال بكل شيء أشبه منه تفسير ذلك الكلام والوجه الثاني أن ذكر الرأس والرقبة فيه يكون بحسب قوله فضلا لأنه قد يكتفي بضيق الصدر في أن يجعل صاحبه مستعدا لقبول علل الرئة وخاصة نفث الدم ولا سيما إن كان في فص كلام أبقراط مكان «دقة القص» «ضيق الصدر» كما قد يكتب قوم. وقد أخطأ أيضا سابينس من وجه آخر ثالث وهو أن من عادة الناس أن يقولوا إن العضو «متهيئ مستعد» لقبول علة من العلل وأما أن هذا العضو «حسن الموافقة» لقبول علة من العلل فلم يقل ذلك أحد من الناس لأن قوله «حسن» إذا أضيف إلى شيء من الأشياء جعل ذلك الشيء الذي يضاف إليه محمودا فقوله «حسن الموافقة» الذي هو ضد سوء الموافقة إنما يدل على طبيعة محمودة لا على طبيعة مذمومة.
وقد يكتب قوم هذا القول على خلاف هذه النسخة كما قلت ويجعلون في أوله مكان «الرأس الصغير» «رأسا عظيما» ويجعلون بعد مكان «القص الدقيق» «الخلق الركين» ويقولون إنه عنى «بحسن الموافقة» الإنسان الذي يهون عليه أن يبدل أخلاقه ويتخلق بغيرها والذي لا تتغير أخلاقه وتنقل تغيرا عظيما.
وروفس ممن فسر هذا القول بهذا التفسير وإنما حكيت في هذا الموضع كلامه بلفظه وأتبع ذلك بأن قال قولا بهذا اللفظ: «والروح فيمن هذه حاله أزيد سخونة ولذلك يجب أن يكون أطوع وأسلس انقيادا وأحسن موافقة» وقد رضي هذه النسخة وهذا التفسير مع روفس قوم آخرون من المفسرين.
[chapter 172]
قال أبقراط: صاحب الرأس الصغير لا يكون ألثغ ولا أصلع إلا أن يكون أزرق.
Bogga 800