316

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

قال جالينوس: هذا القول متصل بالقول الذي تقدم قبله إلا أن ذلك القول كان قولا جزئيا فأما هذا القول فليس بجزئي لكنه كلي. ويخص فيه القول الذي يشاكل ذلك القول ويطابقه وذلك أنه يعلمك كيف تداوي من حال لونه وقل اغتذاؤه وقضف وقد عرضت هذه الأعراض لأهل أينس إلا أن الذي عرض لهم منها إنما عرض بسبب الجدب وقد يعرض لآخرين بسبب مرض ويعم الفريقين جميعا هذه الأصناف من العلاج التي وصفها أبقراط في قوله هذا. وذلك أنه يأمر أن «تهيجهم إلى الغيظ» يعني أن تتأتى لأسباب من الأفعال والكلام تهيجهم بها إلى الغضب وتتأتى أيضا بالتعمد لإفزاعهم إما برؤية سبع بغتة وإما بغير ذلك من سائر ما تهول رؤيته أو شبهه.

وقد يكون ذلك بأصناف كثيرة مختلفة وذلك أن عند هذه الأشياء كلها تحدث للروح والدم الذين في البدن حركة قوية سريعة وربما حدث فيها شبيه بالغليان حتى يحمى البدن وتقوى فيه الحرارة. فقد نسمع المغضب يقول ويقال فيه إنه منتفخ متمدد ويكاد أن ينشق ويتحرق بسبب هذا العارض ونسمع أيضا الفلاسفة القدماء يقولون إنه يعرض للحرارة الغريزية في وقت الغضب غليان وقال أيضا الشاعر أوميروس في أغاممنون إنه لما غضب «صارت عيناه شبيهتين بالنار الصافية». ونجد أيضا من غضب يحمر ويسخن بدنه كله حمرة وسخونة تتبين وبعضهم مع ذلك يعرق وجميع هذه الأعراض دلائل على أن الحرارة تتزيد فيمن غضب وتسري مع ذلك نحو سطح البدن الخارج. ولذلك كان الغضب نافعا لمن حال لونه وقضف بدنه من قبل أنه يبعث الدم وينفذه في جميع المواضع مع حرارة كثيرة.

Bogga 720