294

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

ولم يبين أحد من أصحاب التشريح موضع تلك العروق بل أكثرهم ألقى ذكر تلك العروق أصلا وأمهر أصحاب التشريح وأشدهم كلهم استقصاء في معرفته وهو مارينس قال في الحجاب: «إنه يتولد فيه من نفس جرمه مجرى يجري فيه الدم من العرق النافذ فيه» والأمر يظهر في العيان على خلاف ما ذكر. وذلك أن الطبقة الوسطى من الحجاب هي وتر العضلة المقومة بجوهر الحجاب الخاص ومن فوق هذه الطبقة طبقة أخرى هي قاعدة الأغشية التي تستبطن الصدر من كل واحد من جانبيه أعني من الجانب الأيمن والأيسر ومن أسفل تلك الطبقة الوسطى طبقة أخرى ثالثة وهي قلة الغشاء الممدود على البطن الذي يسميه اليونانيون «باريطوناون». وإن سلخت هذين الغشاءين عن الطبقة الوسطى وهي كما قلت خاص جوهر الحجاب رأيتها ليس فيها مجرى بتة ورأيت العروق من جانبها الأعلى ولذلك بالواجب من قبل أن تسلخ عن الحجاب الغشاء الذي يغشاه من فوق ترى ذينك العرقين العظيمين من الناحية العليا رؤية أبين وإلى ذلك أشار أبقراط بقوله «وهذه العروق من فوق الحجاب أبين». وذلك أن ذينك العرقين الكبيرين اللذين في الحجاب إذا تأملهما المتأمل من أعلاه كانا «أبين» وأظهر من أن يتأملهما من أسفله وذلك أنا نراهما من أعلاه من وراء غشاء واحد وليس نراهما من أسفل من وراء حجاب واحد من قبل أنه يحول بين البصر وبينهما مع الغشاء وتر الحجاب. وقد تنبت مع ذلك من العرق الكبدي عروق أخر دقاق شبيهة بالشعر في نفوذه الحجاب تنقسم في نفس الحجاب ومجرى هذه العروق فيما بين الطبقة الوسطى من الحجاب وبين الغشاء الأسفل. وما كان من الحيوان أسخن مزاجا فقد يوجد فيه مكان العرقين الكبيرين في أكثر الأمر أربعة عروق.

فقول أبقراط «إن على الحجاب أيضا عروق كثيرة الشعب محيطة به» إنما ينبغي أن يفهم عنه من قوله «الحجاب» العضو الذي يسمى بالحقيقة بهذا الاسم وهو العضلة التي تحرك الصدر بأسرها التي تنتهي إلى وترة مستبطنة فيما بين الغشاءين اللذين ذكرنا لأن جوهر الحجاب المخصوص به إنما هو تلك العضلة التي تحيط بها من جانبيها العروق التي ذكرنا وتغشى تلك العروق من فوق أسفل الأغشية المستبطنة للصدر ومن أسفل أعلى الغشاء الممدود على البطن. وما كتب من هذا موافق لما يظهر في التشريح والتمست فيه مطالعة ما أعلمه علما يقينا لمحص كلام أبقراط.

Bogga 676