ولم يكتب هذان الاسمان كما كتبتهما أنا في هذا الموضع لكنهما يوجدان مكتوبين أحدهما منسوب إلى الآخر أعني «أورام الخراجات». ولعل ذلك يكون لخطاء وقع في النسخ منذ أول الأمر ولعله أن يكون أبقراط ضمن الاسمين أحدهما في الآخر ليفهم منهما جميعا معنى واحد لأن الورم في لغة اليونانيين اسمه مشتق من «الالتهاب» فيجوز أن يكون أراد الالتهاب الخلط الخارج عن الطبيعة. فإن القدماء إنما كانوا يعنون بهذا الاسم الذي يسمي به أهل دهرنا الورم وهو «فلغموني» الالتهاب فقط. فأما هذه العلة التي جرت العادة بين من أتى بعد أن يسميها بهذا الاسم فإن القدماء كانوا ربما سموها على هذا المثال التي سماها أبقراط في هذا الموضع وربما سموها بأسماء أخر ليست بنا حاجة إلى ذكرها في هذا الموضع وتلك العلة هي ورم مؤلم.
«وما يظهر أيضا بأخرة» في المرضى كيف كانت حالهم في مرضهم فإن اختبار أمرهم في بلوغها منتهاها يكون على هذا الطريق بعينه. وأتوهم أنه يعني بذلك الخراجات وبعض الأعراض التي تلحق الأمراض فيما بعد مثل السهر والعرق والسعال والاختلاف وما أشبه ذلك.
قال: «ولعل ذلك يعم أمورا أخر أن يكون ما كانت حركته منها أسرع كان أقصر وما كانت حركته منها أبطأ كان أطول». فقد نجد نشوء النبات والحيوان يكون على هذا المثال أعني أن ما كان منها أقل مدة فهو أسرع نشوءا وما كان منها أطول مدة فهو أبطأ نشوءا.
Bogga 116