197

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

ثم قال من بعد: «إن الأمر كان بينا من الخروج ومن غيره» وعنى بالخروج إما خروج العرق من الجلد لأنه كان يخرج قليلا قليلا أو خروج البراز فإنه أتبع هذا بأن قال: «وذلك أنه نحو ابتداء حدوث وجع الأذن استطلق البطن» ولم يكن يمكن أن يكون العرق تاما والبطن مستطلق وكذلك لا يمكن أن يكون البحران بالاختلاف تاما فيمن يعرق عرقا كثيرا. فأما ما قاله بعد هذا فهو بين عند من تدبر ما شرحناه قبل من أمر المريض الذي قبل هذا.

وأما قوله «جفت» فأولى الأشياء أن نفهمه عن الأذن وإن أبقراط إنما أراد بقوله «جفت» أن المدة التي كانت تجري منها انقطعت وسكنت وكفت. وقد قال قوم إنه يجوز أن يكون أراد الفضلة من الأخلاط التي كان عنها المرض لأن تلك الأخلاط استفرغت بالعرق وبالمدة التي انفجرت من الأذن.

وأما القول الذي أردف به هذا الكلام فهو قول قد قاله أبقراط مرارا كثيرة وهو: «إن الأمراض التي تسكن من غير إنذار يعسر أمر البحران فيها» ويعني بقوله «من غير إنذار» أي من غير أن تتقدم فتظهر علامات تنذر بالبحران. وذكر في هذا الموضع مثالا جزئيا يستدل به على هذا القول الكلي وهو «الورم الذي أصاب جارية بولومارخس» فدل بذكره لهذا على أن ذلك الورم سكن من غير أن تظهر علامات الإنذار بسكونه فعسر أمر البحران فيها أي عاود وبقي مدة طويلة وهو يتزيد رداءة.

Bogga 474