191

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

وأما قوله «ومن أن يتقدم أو يتأخر» فمنهم من يكتبه مطلقا ويفهم من خارج «في تناولها» ومنهم من يكتب ذلك كتابا وقد اختلفوا في فهم «تناولها» ففهم بعضهم من ذلك تناول المرضى لها وفهم بعضهم «تناولها من الأرض» أي التقاطها وهذا المعنى أشكل وأليق بهذا الكلام كله الذي نحن بعرضه. وذلك أنا نجتني الأدوية بعضها إذا وردت وبعضها بعد أن ينتثر وردها وبعضها وعليها حملها وتلك أيضا يلتقط بعضها وثمره قد نضج وبعضها وثمره لم ينضج وبعضها وقد يبس ثمره.

وقوله «في صنعتها» يعني به «في عملها» ووصف أصناف عملها فقال: «أن تجفف أو أن تطبخ أو أن تدق» وينبغي أن يفهم مع هذه الأصناف الثلاثة الكلية الأصناف الجزئية التي فيها ولذلك قال: «وأدع ذكر ما هو أكثر من ذلك» وذلك أن الأصناف الجزئية كثيرة وقد وصفتها في الكتاب الذي ذكرته قبيل ولم يكن غرض أبقراط أن يصف تلك الأصناف.

فلما فرغ من ذكر الأدوية وتصنيفها على الجمل والإيجاز وصف من بعد طريق استعمالها على الإيجاز والجمل فقال أولا «وكم لكل واحد» يعني كم ينبغي أن يقدم لكل واحد من المرضى من الدواء الذي ألف وذلك أنه لما كان طبائع الأبدان مختلفة وجب أن يكون مقدار كل واحد من الأدوية التي تستعمل فيها مختلفا ثم إنه من بعد ذلك أمر أن ينظر في الأمراض كيف ينبغي أن يستعمل الدواء الذي يستعمل لها.

Bogga 462