وقد بحثت عن هذا القول بحثا شافيا واستقصيته عن آخره في كتابي في البحران وأنا واصف لك في هذا الموضع جملته وهي أن البحران التام لا يكون في وقت من الأوقات قبل منتهى المرض كما بينت في ذلك الكتاب. ولذلك يجب ضرورة على من أراد أن يعلم متى يكون هذا البحران أن يرتاض في تقدمة المعرفة بمنتهى المرض. وقد بين أبقراط ذلك في كتابه في تدبير الأمراض الحادة وإن بذلك يستدل على تقدير أمر الغذاء كله. ولذلك زاد في قوله أيضا فقال: «وأمر البحران من ذلك أيضا يعرف». وذلك أنه ليس هذه الفائدة فقط نستفيد من تقدمة المعرفة بمنتهى المرض متى يكون ولكنا قد نستفيد قبل ذلك منها فائدة أعظم من هذه وهي حسن تدبير المريض وتقدير أمر غذائه. وقد بينت أيضا في كتابي في البحران أن من الأمراض ما يأتي فيه البحران من قبل منتهاه لقوته وصعوبته فيكون ذلك البحران بحرانا رديئا.
[chapter 12]
قال أبقراط: ينبغي أن تقاس نوائب الحمى في أدوارها فينظر هل بعضها يتقدم بعضا تقدما أكثر أم لا وهل زمان لبثها أطول أم لا وهل هي أكبر أم لا.
Bogga 108