Sharaxa Ihaqaq al-Haq
شرح إحقاق الحق
Baare
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
كتبهم ومقالاتهم، ولو فرضنا أن هذا مذهبهم، فليس كل من يعتقد بطلان حكم الحس يلزمه إنكار كل المعقولات، فإن مبادئ البرهان أشياء متعددة، من جملتها المحسوسات فمن أين هذه الملازمة، فعلم أن ما أراد في هذا المبحث أن يلزم الأشاعرة من السفسطة لم يلزمهم، بل كلامه المشوش على ما بينا عين الغلط والسفسطة والله أعلم " إنتهى ".
أقول: فيه وجوه من الكلام وضروب من الملام، أما أولا فلأنا لا نسلم رجوع المباحث المذكورة إلى بحث الرؤية، وإنما يكون كذلك لو كان البحث فيها مقصورا على البحث عن الرؤية وليس كذلك، كيف؟! وقد صرح المصنف في هذا المبحث ببيان أحكام العلم الضروري والكسبي وإدراك الحواس الخمسة من الأبصار واللمس وغيرهما، حيث قال: بعد بيان حكم حس البصر واللمس و كذا يتدرج في الطعوم وباقي المحسوسات إلى إدراك ما يتعلق بتلك الآلات " انتهى " وكذا في المباحث الآتية (1) عمم الالزام في باقي الحواس، نعم عمدة ما وقع البحث فيه هي مسألة الرؤية وأين هذا من الرجوع؟، وأما ثانيا فلأن ما أشعر به كلامه من أن الإمامية تابعون في هذه المسألة ونحوها للمعتزلة فرية بلا مرية، فإن الإمامية أيدهم الله بنصره مقدمون على الكل في الكل، متفردون بالعقائد الحقة المقتبسة عن مشكاة النبوة والولاية، فكانت المعتزلة هم المتأخرون المرتكبون موافقة الشيعة في بعض المسائل (2) وبالجملة تقدم الشيعة وتابعية المعتزلة لهم <div>____________________
<div class="explanation"> (1) فقال في آخر البحث السادس: وأي عاقل يرضى لنفسه تقليد من يذهب إلى جواز رؤية الطعم والرائحة والحرارة والبرودة والصوت بالعين، وجواز لمس العلم والقدرة والطعوم و الرائحة والصوت باليد، وذوقها باللسان، وشمها بالأنف، وسماعها بالأذن، وهل هذا إلا مجرد سفسطة وإنكار للمحسوسات؟!
(2) وذلك أمر ظاهر، انظر إلى خطب مولينا أمير المؤمنين عليه السلام وكلماته حيث استفادت الشيعة بعض عقايدها منها كمسألة عينية بعض صفاته تعالى لذاته، وعدم العينية في غيرها، وكذا من كلمات الإمام سيد الساجدين عليه السلام في الصحائف، ومن كلمات الباقرين وغيرهم من أئمة أهل بيت عليهم السلام.</div>
Bogga 81