الأول لما كان الادراك أعرف الأشياء وأظهرها على ما يأتي وبه تعرف الأشياء، <div>____________________
<div class="explanation"> حتى أنكروا كثيرا من الضروريات، وأخطأوا في معظم المحسوسات وجب بيان خطأهم لئلا يقتدي غيرهم بهم، فتعم البلية جميع الخلق ويتركوا نهج الصدق.
وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم بنهج الحق وكشف الصدق طالبين فيه الاختصار و ترك الاكثار، بل اقتصرنا فيه على مسائل ظاهرة معدودة، ومطالب واضحة محدودة، و أوضحت فيه لطائفة المقلدين من طوائف المخالفين إنكار رؤسائهم ومقلديهم، القضايا البديهية، والمكابرة في المشاهدات الحسية، ودخولهم تحت فرق السوفسطائية، وارتكاب الأحكام التي لا يرتضيها لنفسه ذو عقل وروية، لعلمي بأن المنصف منهم إذا وقف على من يقلده تبرء منه وحاد عنه، وعرف أنه ارتكب الخطأ والزلل، وخالف الحق في القول و العمل، فإن اعتمدوا الانصاف وتركوا المعاندة بالخلاف وراجعوا إلى أذهانهم الصحيحة وما تقتضيه جودة القريحة، ورفضوا تقليد الآباء، والاعتماد على قول الرؤساء، الذين طلبوا اللذة العاجلة، وأهملوا أحوال الأجلة، حازوا القسط الأوفى من الاخلاص، وحصلوا بالنصيب الأوفر من النجاة والخلاص، وإن أبوا إلا الاستمرار على التقليد، فالويل لهم من نار الوعيد، وصدق عليهم قوله تعالى: إذ تبرء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب.
وإنما وضعنا هذا الكتاب حسبة لله تعالى ورجاء لثوابه، وطلبا للخلاص من أليم عقابه بكتمان الحق وترك إرشاد الخلق، وامتثلت فيه مرسوم سلطان وجه الأرض، الباقية دولته إلى يوم النشر والعرض سلطان السلاطين وخاقان الخواقين مالك رقاب العباد و حاكمهم وحافظ أهل البلاد وراحمهم المظفر على جميع الأعداء المنصور من إله السماء المؤيد بالنفس القدسية والرياسة الملكية الواصل بفكره العالي إلى أسنى مراتب المعالي البالغ بحدسه الصائب إلى معرفة الشهب الثواقب غياث الملة والحق والدين أولجايتو خدا بنده محمد خلد الله ملكه إلى يوم الدين، وقرن دولته بالبقاء والنصر والتمكين وجعل ثواب هذا الكتاب واصلا إليه، أعاد الله تعالى بركاته إليه بمحمد وآله الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، وقد اشتمل هذا الكتاب على مسائل.</div>
Bogga 76