والوجه الثاني: أن تتبع ذلك الكلام وتكراره وإشاعته مما ينجر إلى اتساع الخرق وتشهير ما حقه الاعراض عنه، ولم تكن داعية دينية تدعو إلى ذلك الرد لسلامة الزمان (1) عن آفة البدعة، ومن عادة أجلة علماء الدين رضي الله عنهم أنهم لا يخوضون في التصانيف إلا لضرورة الدين (2) لا يصبغون بالمداد ثياب <div>____________________
<div class="explanation"> (1) لا يقال: ذكرت أن ذلك الكتاب صنف بحكم السلطان أولجايتو وهو كان شيعيا فكيف تقول: إن ترك الجواب بسلامة الزمان عن البدعة؟! لأنا نقول: لم يمتد زمان ثبات السلطان على التشيع ورجع بعد زمان يسير من تشيعه، فسلم الزمان من البدعة، ولم يتوجه إلى رده أحد من العلماء. من الفضل بن روزبهان في الهامش.
أقول: فيا للعجب من هذا الناصب كيف يأتي بأكاذيب ومفتريات؟! وكيف يتعامى عن ما في كتب التواريخ من أن السلطان مات شيعيا، ومضى إلى رحمة الله. ووصيته بجعل تربة الحسين وأسماء الأئمة عليهم السلام في قبره مشهورة مأثورة.
(2) فكأن الرجل غافل أو يتغافل عن عدة كتب من آثار مشاهير علمائهم كالسيوطي والقشيري والشعراني، فإنهم قد ألفوا كتبا تضحك منها الثكلى ويبكي العريس لعدم جدويها ككتاب تنوير العلك في تعيين تكاليف الجن والملك وآكام المرجان في أحكام الجان وإزاحة الشبهات عن أحكام الجنيات والرسائل المؤلفة في تعيين أن فرس النبي صلى الله عليه وآله كان إناثا أو ذكورا والرسائل المؤلفة في شكل نعل النبي صلى الله عليه وآله والرسائل المؤلفة في أن الأبدال ورجال الغيب ما أكلهم وشربهم والرسائل المؤلفة في تعيين من زوج أمنا حواء من أبينا آدم؟ ومن كان رابطة وواسطة في إصلاح هذا الأمر ونحوها من الترهات والخز عبلات التي يقف الناظر البصير النقاد في كلماتهم و كتبهم وقد رأيت في آثارهم الوفا من أشباه ما ذكرنا عصمنا الله من اللغو واللهو في القول والعمل والبنان والبيان ثم للسائل أن يسئل عن هذا الرجل متى كان قصد الشيعة كذلك؟ ومن الذي ذكر هذا من علماء الفريقين الذين يعتمد عليهم؟ وهل هو إلا الافتراء والكذب، بل الأمر بالعكس حيث ذكر أرباب التراجم أنه أحرقت كتب الشيعة زمن العباسية في محلة الكرخ وخزانة كتب شيخ الطائفة رئيس الشيعة " قده " وكتب المحقق الطوسي " قده " وكتب ابن فتال الشهيد النيسابوري مؤلف روضة الواعظين. وكتب بني زهرة في حلب وكتب بعض علماء الشيعة في دولة أبي سعيد المغولي وهكذا كان ديدنهم حتى تبع خلفهم لسلفهم فأحرقت الأفاغنة خزائن الكتب كمكتبة مولينا المجلسي في أصفهان وخانوا العلم والفضل كافئهم الله بصنيعهم.</div>
Bogga 32