Sharaxa Ihaqaq al-Haq
شرح إحقاق الحق
Baare
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
وأما ثانيا فلأن تفسير الرضا بترك الاعتراض اصطلاح منهم لا معنى لغويا له، ومن البين أن القرآن لا يترك باصطلاح حادث منهم، فإن الرضا على ما تقتضيه لغة القرآن مستلزم للإرادة أو إرادة مخصوصة، على أن إرادة الكفر من شخص والاعتراض عليه قبيح بحسب العقل، فلا يصح إسناده إليه تعالى، وأيضا ذلك التفسير غير مانع، إذ يدخل فيه ترك الاعتراض الناشي من الخوف، فإن ذلك لا يسمى رضاءا، ولو سلم فلا يدل هذا التفسير على مغايرته للإرادة، غاية الأمر أن يكون نوعا من الإرادة كما أن العزم يكون نوعا منها، فإن الإرادة قد تكون مع سبق تردد وقد تكون بدون سبقه. وأما ثالثا فلأنا لا نسلم أنه تعالى يريد الكفر من الكافر ولهذا يعترض عليه، لا لأنه يريده ولا يرضاه (1) كما زعمه، وأما رابعا فلأنا لا نسلم أن الرضاء مأمور به ولم يجئ الأمر به، وإنما جاء الثناء على أصحابه ومدحهم، نعم جاء الأمر بالصبر وهو غير الرضا، نقل ابن القيم عن القاضي أبي يعلى (2) <div>____________________
<div class="explanation"> والتابعين، وأفتى بذلك قاضيهم ابن بليهد ومن يحذو حذوه من المنهمكين المتفانين في الملق لملكهم جلبا لحطام الدنيا الدنية، ومن الأسف أنهم لا يعطون الحرية في التبليغ والارشاد حتى يتبين لهم أنهم خبطوا عشواء وأبصروا بعين حولاء عوراء حيث أجازوا التجسم والرؤية ومنعوا عن زيارة قبور المقربين والاستشفاع بهم ونسبة الشرك إلى من فعل ذلك وما أنسب أن يقال: من أعطى العقل فما لم يعط ومن لم يعط العقل فما اعطى آنرا كه عقل داده پس چه نداده * وآنرا كه عقل نداده پس چه بداده عصمنا الله تعالى من هذه الهفوات والترهات.
(1) لأنه لا يريد الكفر من الكافر يعترض عليه لا لأنه الخ. منه " قده ".
(2) في بعض النسخ القاضي أبو علي، وعليه قد مرت ترجمته، وفي النسخ المصححة الأخر القاضي أبو يعلى، وعليه فهو القاضي أبو يعلى أحمد بن علي التميمي المحدث الموصلي صاحب المسند المتوفى سنة 307 كما في تذكرة النوادر (ص 39) وغيرها وكان حافظا مسندا بصيرا خبيرا.</div>
Bogga 303