Sharaxa Ihaqaq al-Haq
شرح إحقاق الحق
Baare
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
عليهم السلام عليه، فإنه تواتر أنهم كانوا يثبتون له الكلام ويقولون: إنه تعالى أمر بكذا ونهى عن كذا وأخبر بكذا، وكل ذلك من أقسام الكلام فثبت المدعى، ثم إن الكلام عندهم لفظ مشترك، تارة يطلقونه على المؤلف من الحروف المسموعة وتارة يطلقونه على المعنى القائم بالنفس الذي يعبر عنه بالألفاظ ويقولون: هو الكلام حقيقة وهو قديم قائم بذاته تعالى، ولا بد من إثبات هذا الكلام، فإن العرف لا يفهمون من الكلام إلا المؤلف من الحروف والأصوات، فنقول أولا: ليراجع الشخص إلى نفسه إنه إذا أراد التكلم بالكلام فهل يفهم من ذاته أنه يزور (1) و يرتب معاني (2) فيعزم على التكلم بها؟ كما أن من أراد الدخول على السلطان أو العالم فإنه يرتب في نفسه معاني وأشياء يقول في نفسه: سأتكلم بهذا، فالمنصف يجد من نفسه هذا البتة، فهذا هو الكلام النفساني، ثم نقول على طريقة الدليل: إن الألفاظ التي نتكلم بها لها مدلولات قائمة بالنفس، فنقول: هذه المدلولات هي الكلام النفساني، فإن قال: الخصم تلك المدلولات هي عبارة عن العلم بتلك المعاني <div>____________________
<div class="explanation"> (1) زور الشئ أي حسنه وقومه.
(2) أقول عبر بعضهم عن ذلك بالألفاظ المتخيلة كما صرح بذلك مرارا علامة القوم السيد إبراهيم الراوي البغدادي في حلقة درسه بجامع السيد سلطان علي ببغداد والعاقل المنصف لو تدبر لرأى أن هذه الأمور التي عبر عنها الناصب بالمعاني المزورة وغيره بالألفاظ المتخيلة ليست إلا صور حاصلة في الذهن مترتبة حسب أغراض المتكلمين واللافظين، وعليه فهل هي إلا تصورات وتصديقات، وهل هما إلا من مقولة العلم؟
فحينئذ فما معنى قولهم إن الكلام النفسي ليس من مقولة العلم بقسميه ولا الإرادة ولا الكراهة ولا مقدماتهما ولا الاذعان بالوقوع واللاوقوع ولا غيرها، فيا معاشر العقلاء من أرباب الملل والنحل أقسمكم بما تبجلونه وتعظمونه، أعرضوا مقالة هؤلاء الذين عقلوا عقولهم بإنكار الحسن والقبح على ألبابكم فانظروا بماذا تحكم لنا أو لهم.</div>
Bogga 204