Sharaxa Ihaqaq al-Haq

Sayyid Marcashi d. 1411 AH
132

Sharaxa Ihaqaq al-Haq

شرح إحقاق الحق

Baare

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

ولولا أن الكتاب غير موضوع لبسط الدلائل على المدعيات الصادقة الأشعرية بل هو موضوع للرد على ما ذكر من القدح والطعن عليهم، لذكرنا من الدلائل العقلية على صحة الرؤية، بل وقوعها، ما تحيرت فيه ألباب العقلاء لرزانتها (1) ومكان رصانتها، ولكن لا شغل لنا في هذا الكتاب إلا كسر طامات ذلك الرجل ومزخرفاته، وبالله التوفيق ثم اعلم أنه قد سنح لي بعد التأمل في مسألة الرؤية أن المنازعة فيها قريبة بالمنازعات اللفظية، وهذا شئ ما أظن سبقني فيه أحد من علماء السلف، وذلك أن المعتزلة ومن تابعهم من الإمامية من نفاة الرؤية يذكرون في معنى الحديث المشهور، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر (2)، أن المراد الانكشاف التام العلمي الذي لم يحصل في هذه النشأة الدنيوية، وسيحصل هذا الانكشاف في النشأة الثانية، والأشاعرة المثبتون للرؤية ذكروا: أن المراد بالرؤية حالة يخلقها الله تعالى في الحي، ولا يشترط بضوء ولا مقابلة ولا غيرهما من الشرائط، ثم ذكر الشيخ الأشعري في إدراكات الحواس <div>____________________

<div class="explanation"> (1) يقال: امرأة رزان ورزينة إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون (والرزانة) في الأصل، الثقل كما في نهاية ابن الأثير وغيره.

(2) روي في المسند (ج 2 ص 360 ط مصر) قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن إسماعيل قال سمعت قيس بن حازم يحدث عن جرير قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث، وروي أيضا في المسند (ج 4 ص 362 ط مصر) قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس الخ، وروي أيضا في المسند (ج 4 ص 365 ط مصر) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم الحديث، وكلها تنتهي إلى رجل واحد وهو قيس بن أبي حازم، وسيأتي القدح فيه وعدم صلاحية الحديث المشتمل في المسند على مثل هذا الرجل للاستناد في هذا الأمر الخطير الذي دلت على استحالته البراهين الواضحة النقلية والشواهد المتينة العقلية.</div>

Bogga 132