127

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Daabacaha

مطبعة سفير

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

استعاذته ﷺ من المغرم؛ فأجاب رسول الله بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب، بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف، بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه، فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين - نعوذ بالله من ذلك -. وكلمة «ما» في قوله: «ما أكثر ما تستعيذ» للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم. ٥٧ - (٣) «اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ» (١). - صحابي الحديث هو عبد الله بن عمرو ﵄. قوله: «ظلمًا كثيرًا» بالثاء المثلثة في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم «كبيرًا» بالباء الموحدة، وكلاهما حسن، وقال النووي ﵀ في «الأذكار»: «ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلمًا كثيرًا كبيرًا». أو يأتي بهذه أحيانًا وبالأخرى أحيانًا.

(١) البخاري (٨/ ١٦٨) [برقم (٧٣٨٧)]، ومسلم (٤/ ٢٠٧٨) [برقم (٢٧٠٥)]. (ق).

1 / 128