(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)
يديت على ابن حسحاس بن وهب بأسفل ذي الحداة يد الكريم
قصرت له من الحماء لما شهدت وغاب عن دار الحميم
أنبئه بأن الجرح يشوي وأنك فوق عجلة حموم
ولو أني أشاء لكننت منه مكان الفر قدين من النجوم
ذكرت تعله الفتيان يومًا وإلحاق الملامة بالمليم
يديت: أنعمت، والجداة: موضع، ويشوي: يخطئ المقتل، وعجلة: فرس قوية صلبة، وجموم: كثيرة العدو، وقوله: "قصرت له" أي قصرت خطو فرسي، والحماء: اسم فرصة، والحميم: القريب، وقوله: "ولو أنى أشاء" أي لو شئت لسبقته فبعدت عنه بعد ما بين الفر قدين من منازل القمر، وإنما قال مكان الفر قدين من النجوم لأن الفر قدين من النجوم لأوان الفر قدين بمعزل عن منازل القمر، فلا تحلها النجوم السيارة أبدا. ويجوز أن يكون تباعدت عنه تباعد الفر قدين أي تباعد السماء من الأرض، ثم قال: من النجوم أعنى الفر قدين اللذين من النجوم في السماء والصحيح هو الأول، وتعله الفتيان أحاديثهم التي يتعللون بها في نواديهم، ويروي "بأن الجرح يوسي". المعنى: يصف أنعامه على ابن حسحاس ووجوده إياه جريحًا بأسفل ذي الجداة، وأنه وقف فرسه عليه، وطيب نفسه، وقوى قلبه، وشجعه، وأخبره بأن الجرح قد يخطئ المقتل أو يبري، في قول من روى "يوسي" وأن فرسه شديدة الجري، ثم أخبر أنه لو شاء بعد عنه بعد الفر قدين من مجاري النجوم السيارة، ولكنه خاف أن يحدث الفتيان فيلوموه على مجاوزته مع قدرته على إنقاذه.