Sharx Fusuul Abuqraat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
16
[aphorism]
قال * أبقراط (125) : فأما الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات فهي حميات طويلة واستطلاق البطن وعفن وصرع وسكات وذبحة. * وأما (126) الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي سل ورمد ووجع المفاصل وتقطير البول واختلاف الدم.
[commentary]
التفسير: * وأما (127) كون الحميات عند كثرة المطر فلكثرة العفونة وطولها * لكونها (128) بلغمية * ولأنها (129) تحتاج في البرء إلى النضج والنضج يطول زمانه مع كثرة الرطوبة. والاستطلاق من توفر الفضول والكيموسات في البدن لأنها لا تتحلل في الهواء الرطب PageVW0P067A * فتستفرغ من البطن ولأن الهضم يسوء (130) * في الأوقات الرطبة (131) * فيلين (132) البطن. وأما العفن فلتوفر الرطوبة إذ الشيء اليابس لا يعفن. وافهم عن الصرع والسكات البلغميين، والبلغم يكثر في الدماغ في الهواء الرطب والذبحة لكثرة ما ينحدر PageVW3P035B من الرأس إلى الحلق من الفضل. * وأمثل (133) ما يفعله الهواء الرطب تليينه الطييعة لأنه يرطب الثفل ولأنه يبلد النضج فلا تنفذ الرطوبات إلى البدن كثيرا. فأما عند قلة المطر فإن الفضول التي تتولد تكون يابسة مرية لذاعة. فإذا جرت إلى المثانة لذعتها فيحدث التقطير. وإن سالت إلى الرئة أقرحتها فيحدث السل. وإن أصابت الرباطات تمددت بها ويحدث وجع في المفاصل. وإن ارتفعت إلى العينين كان الرمد اليابس. فان انصبت إلى الأمعاء أقرحتها وأحدثت السحج واختلاف الدم. وكما أن رطوبة * الهواء (134) تولد استطلاق البطن، كذلك يبسه يولد الإمساك لما * فهمت. (135) وأما جالينوس فيستبعد حدوث السل * عند قلة المطر (136) لأن ذلك * قال (137) يعرض إما لبرد يصدع بعض عروق الرئة أو لسخونة ورطوبة تمتلئان الرأس وتنحدر منه نزلة إليها. وفهم قوم من السل المرض الذي يعرض معه للعين أن تؤول * حاله (138) إلى التنقص والهزال إذا * جفت (139) بسبب نقصان الغذاء، ويمكن أن يكون عنى بالسل الهزال المفرط كما يعرض لأصحاب الدق وغيرهم. وجالينوس نفسه يزعم أن السل قد يطلق على هؤلاء كثيرا، وهذا شيء يعرض عند قلة المطر دائما * وعلى (140) أن الهواء المفرط اليبس يجفف ويصلب آلات التنفس فيعرض بسبب PageVW5P030A ذلك الانهتاك. وأما وجع المفاصل فاستبعد أيضا أن يحدث * في (141) يبس الهواء لأن تجلب * الفضل (142) إلى المفاصل يقل. وما يكون من ذلك مع حدة فإنما يكون إذا كان مع اليبس حرارة إلا أن يفهم من وجع المفاصل عسر حركتها. وذلك أن يبس الهواء PageVW0P068A إذا أفنى الرطوبات من المفاصل عسرت بذلك حركتها غير أن هذا لا يسمى وجع المفاصل بقول مطلق. وكذلك استبعد أن يحدث من يبس الهواء وحده من غير حرارة تقطير البول ومن دون أن يكون اليبس * مفرطا (143) . وذلك أن التقطير يحدث من حدة البول أو من ضعف القوة الماسكة بسبب سوء مزاج من الأمزجة الثمانية. * وبمثل (144) ذلك استبعد أن * يحدث (145) من يبس الهواء اختلاف الدم. وقد عرفت علل هذه أجمع مما * ذكرنا (146) .
17
[aphorism]
قال * أبقراط (147) : فأما حالات الهواء في يوم يوم فما كان منها شماليا فإنه يجمع الأبدان ويشدها ويقويها ويجود حركتها ويحسن ألوانها ويصفي السمع منها ويجفف البطن ويحدث في الأعين لذعا، وإن كان في نواحي الصدر وجع متقدم PageVW0P068B هيجه وزاد فيه . وما كان منها جنوبيا فإنه * يحل (148) الأبدان ويرخيها ويرطبها ويحدث ثقلا في الرأس وثقلا في السمع * وسدرا في العينين (149) وفي البدن * كله (150) عسر الحركة ويلين البطن.
[commentary]
التفسير: الشمال * بيبسها (151) ينشف فضول البدن فتصفي السمع وسائر الحواس الأخر وتزيل الكسل والاسترخاء، ولبردها تجمع جواهر الأعضاء وتشدها فتقوي البدن، ولأنها تحصر الحار الغريزي وتجمعه * صار (152) تجود أفعال القوى أجمع. وقد دل على النفسانية منها بقوله «وتجود حركتها» وعلى الطبيعية بقوله «ويحسن ألوانها». وذلك أنه إذا جاد الهضم ونقي البدن من الفضول حسن اللون، ولأن البرد يجمع الحار الغريزي فيشرق له اللون. وأما يبس البطن فقد عرفت سببه من قبل ولذع العين لأنها عضو شديد التخلخل واللطافة فيعرض فيه برد الشمال وينكئ فيه، ولأنه يبرده يحقن ما فيه من الفضول فيصير سببا للذعة، ولأنه ضروري الورود على آلات التنفس فيهيج فيه PageVW0P069A وجعا * متقدما (153) إن كان، وهذه المضار يسيرة في جنب منافعها وعلى البدل * حال (154) الجنوب فإن المنفعة التي لها * وهي (155) * تليين (156) البطن يسيرة بالقياس إلى مضارها التي عدها من قبل.
Bog aan la aqoon