Sharaxa Fuṣūl Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
الشرح: إنه قد يظن أن شهوة الغذاء لما كانت ممن حاله رديئة مذمومة، فكذلك لا ينبغي أن تذم في المرض أيضا، فبين أنها في المرضى علامة صالحة لئلا يتوهم ذلك. ثم لما كان صحة الشهوة في المرضى دليل على صحة الأعضاء الهاضمة منهم، وهي أعضاء القوى التي تسميها الأطباء القوى الطبيعية، ذكر مع ذلك ما يدل على صحة أعضاء القوى التي يسمونها القوى النفسانية، وذلك لأن الدماغ لو كان مأووفا لاختلى الذهن. ولو كان الأعضاء المتصلة به كالنخاع والعصب مأووفة لشاركها الدماغ في ذلك، فكان يجب اختلال الذهن. وكذلك نقول في الأعضاء الهاضمة، فإن قيل: فهلا ذكر ما يدل على A صحة القوة التي يسمونها قوى حيوانية. قلنا: هذه القوى لا وجود لها عند جميع الفلاسفة ولم يذكرها إلا الأطباء فقط، ولعل أبقراط لم يكن يعتقدها. ويريد بالهشاشة الإقبال على الغذاء، وعدم النفرة منه. ونقول: إذا قلنا أن كذا علامة صالحة، فلسنا نعني بذلك أنه يجب أن تعقبه (85) الصحة لا محالة، فقد يكون هناك علامة أخرى رديئة تغلب هذه فيحصل الموت. وبهذا يندفع جميع ما يورد من الشكوك، وهو أن المسهول يكون ذهنه صحيحا وهو في طريق الموت، بل كلما زاد الإسهال صح الذهن أكثر مع أن الحال يكون أردأ. وكذلك المبطون تكون شهوته قوية جدا، إلى أن يموت. بل صاحب الشهوة الكلبية قد تبقى عليه تلك الشهوة إلى أن يموت. وهذه كلها تندفع بأنه لا يلزم من تعقب الموت انتفاء كون علامة ما صالحة، لاحتمال أن يكون هناك حالة رديئة أقوى من تلك.
[aphorism]
Bogga 101