142

Sharaxa Fuṣūl Abuqrat

شرح فصول أبقراط

الشرح: هذا من جملة الأشياء المرضية التي ترجح الاختيار لنوع من الاستفراغ دون آخر، وأراد بالسل هاهنا قرحة الرئة، وأصحاب السل يقال غلى الذين وقعوا في قرحة الرئة، ويقال على المستعدين لها، وكلاهما لا يجوز استفراغهما بالدواء بالقئ. والذين وقعوا في السل هم أولى بهذا؛ لأن A القئ يزيد في تفرق الاتصال بالحركة العنيفة، فيزيد في القرحة. وأما المستعدون له؛ فلأن القئ ربما صدع منهم عرقا أو فرق اتصال الرئة، لضعف أعضاء النفس منهم. قال: "فإذا استفرغتهم"؛ ولو قال: وأما أصحاب السل فاحذر أن تستفرغهم بالدواء من فوق؛ لأدى هذا المعنى، ولكن هذه الزيادة لينبه على أن هؤلاء في أكثر الأمر لا يستفرغون البتة، وذلك لأن قرحة الرئة يلزمها حمى الدق، والدق يلزمه فناء الرطوبات، فكيف يجوز الاستفراغ. إلا أن هؤلاء قد يكون بهم مع حماهم الدقية حمى عقبية فتعين على التجفيف بحرارتها، ولأنها تحوج إلى تقليل الغذاء وذلك أضر بهم من كل شئ، فيحتاج إلى الاستفراغ لإزالة تلك الحمى لأن تجفيفها أكثر كثيرا من تجفيف الاستفراغ.

[aphorism]

Bogga 174