Sharaxa Fusuul Abuqraat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
البحث الثاني
قال جالينوس: مراده * بالشراب هاهنا (744) النبيذ . وقال في شرح الفصل الذي يقول فيه لأن يملأ البدن من الشراب خير من أن يملأه من الطعام ليس مراده هاهنا بالشراب الشراب مطلقا. بل مراده * به (745) الأشياء الرطبة. ولا شك أن هذا ينقاقض الأول فإنه إذا قال لا ينبغي أن يفهم من هذه اللفظة في هذا الكتاب الشراب المطلق ثم يحملها في الكتاب نفسه عليه فقد تناقض كلامه. أما لو جعل بدل قوله في هذا الكتاب في هذا الفصل لارتفع التناقض. وأظنها كانت هكذا وإنما السهو وقع من الناقل الأول.
البحث الثالث
الجوع على نوعين: صادق وكاذب. فالصادق هو الكائن عن عوز الغذاء ومثل هذا النوع يضره استعمال الشراب على ما * أوضحناه (746) فيما قبل. والكاذب هو المشهور عند الأطباء بالكلبي. ومثل هذا النوع هو المنتفع بالشراب على ما * بان (747) سنبينه.
البحث الرابع
قال جالينوس في شرحه لهذا الفصل: مراده هاهنا بالجوع الجوع الكلبي. قال: وأما من ظن أن أبقراط عنى في هذا الموضع بالجوع بوليموس فقد بعد جدا عن فهم ما أراده أبقراط من وجوه أحدها أنه جعل مكان * عام (748) * كلي (749) شيئا جزئيا خاصا. ووجه آخر أنه كذب في ذلك. وذلك * أن (750) بوليموس إنما هو سقوط الشهوة من البرد العارض من خارج وأوله يكون جوعا ثم PageVW5P081A إذا * استكمل (751) بطل الجوع. أقول: إن الجوع وإن كان عاما وبوليموس جوعا خاصا جزئيا فكذلك لشهوة الكلبية جوع خاص جزئي بالقياس إلى الجوع * العامي (752) المقول عليهما. فإن كان من حمل كلام أبقراط على بوليموس بعد عن فهم كلام أبقراط فقد بعد * أيضا (753) عن فهم مراده * من (754) حمل كلامه على الشهوة الكلبية لأنها أخص من الجوع * العامي (755) . وقوله أيضا أن بوليموس إنما هو سقوط * القوة (756) من البرد وأوله جوع، * فنقول (757) : سقوط القوة إنما كان تبعا لذلك الجوع الأول عندما أفرط. وذلك أنه لما عدم البدن الغذاء وأفرط تحليل القوى والأرواح التي فيه أدى ذلك إلى سقوط القوة فهو إذن في الحقيقة جوع. والحق عندي حمل كلام * الإمام (758) أبقراط على الأمر * العامي (759) . وذلك لأن الشراب * ينفع (760) بوليموس نفعا بالغا وكذلك الشهوة الكلبية. أما الأول فهو أن العلة المذكورة يعدم البدن فيها الغذاء حتى تصير الأعضاء في غاية الفاقة والحاجة إلى الغذاء ويعرض من ذلك تبعا لانحلال قوى البدن وأرواحه الغشي. وحيث كان أمر هذه العلة هكذا فليس من الأغذية الدوائية ما يبلغ في * شفاء هذه (761) مبلغ الشراب في سرعة نفوذه واستحالته إلى جوهر الروح وإخلافه بدل المتحلل منه وإنعاشه للحرارة الغريزية وإسخانه للمعدة وتفريحه وتقويته للقلب * ولباقي (762) الأعضاء الرئيسة وتنفيذه ما يخالطه ويستعمل * معه (763) من الغذاء وزيادته في جوهر الدم. وأما * الثاني (764) فستعرف * أن (765) السبب الأكثري لهذه العلة إما برد ويبس يستوليان على المعدة وإما خلط سوداوي متوفر المقدار قد تشرب خمل المعدة، وأيها كان فالشراب أوفق الأشياء له لأنه جمع بين التسخين اللطيف والعطرية التي تناسب فم المعدة والأعضاء الرئيسة وغير ذلك من المنافع المذكورة وقد عرفتها، غير أنه قد عرفت أن الشراب ينقسم من جهة طعمه إلى حلو ومر وقابض ومن جهة قوامه إلى لطيف وكدر ومعتدل. ومن جهة رائحته إلى ما له رائحة عطرية وإلى ما ليس له ذلك ومن جهة زمانه إلى القديم والحديث. فمراده هاهنا بالشراب الحلو العطر الرائحة الرقيق القوام الذي ليس بقديم ولا بحديث لأن القديم في حكم الدواء * على ما عرفت (766) والحديث مؤذ موقع في أمراض * مخطرة (767) .
البحث الخامس
في تحقيق القول في الشهوة الكلبية وبوليموس. أما الشهوة الكلبية فسميت بهذا الاسم * لأنها (768) يعرض فيها الاحتياج إلى تناول الغذاء كما هو عليه حال الكلاب. وذلك إما لاستفراغات مفرطة تعرض للبدن فيحتاج إلى رد * عوض (769) ما ذهب منه، وإما لضعف الماسكة التي في المعاء فتتخلى عن مسك الكيلوس قبل أن تجذب الكبد * منه (770) ما هي * محتاجة (771) إليه، وإما لنوازل تنحدر من الدماغ ويحدر الغذاء من المعاء قبل أن تجذب الكبد حاجتها منه، وإما لديدان متولدة في المعاء فتلتقم ما ينحدر من العدة إلى المعاء PageVW5P081B من الكيلوس من غير أن ينفذ منه مقدار الحاجة إلى الكبد. وفي الحقيقة لا يسمى الجوع الحاصل عن هذه الأسباب جميعها جوعا كلبيا لأن فيه الأعضاء محتاجة إلى تناول الغذاء بل ما كان خاصا بالمعدة. وذلك إما لخلط حامض متشرب في خمل المعدة * وهو (772) إما بلغم أو سوداء وإما سوء مزاج بارد يابس. وقد وقد * علمت (773) كيفية إيجاب هذه الشهوة المذكورة * لتناول الغذاء (774) حيث ذكرنا * شرح (775) قوله: لا الشبع ولا الجوع ولا غيرهما من جميع الأشياء بمحمود إذا كان مجاوزا للمقدار الطبيعي. وأما بوليموس وهو الجوع البقرى وفيه تحتاج الأعضاء مع استغناء PageVW1P037B المعدة. وذلك لأخلاط مغيثة ناشبة في خمل المعدة فتضعف الشهوة أو تسقطها مع وجود الأسباب المذكورة المحللة لما في الأعضاء. ومتى علمت الأسباب الموجبة لهذين الجوعين علمت أن الشراب نافع منهما. وذلك بسبب ما ذكرناه. وقد تحققته.
22
[aphorism]
Bog aan la aqoon