Sharaxa Fusuul Abuqraat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
الإمام أبقراط أطلق القول بدلالة النفث على مرتبة * المرض (1082) وجعل دلالة نضج البول والبراز والعرق على المرض أقلية. وذلك لأن الدائل الدالة على الشيء على نوعين: خاصة * له (1083) وعامة له ولغيره. فالخاصة متى أظهرت، دلت دائما على ذلك الشيء. وأما العامة فقد تدل على ذلك الشيء وقد لا تدل كما نقول في حق النفث ودلالته على المرتبة في ذات الجنب. * فإن (1084) دلالته دلالة خاصة بالمرض وبالعضو المريض بخلاف البول والبراز والعرق. فإن هذه تدل على ذلك وعلى غيره. فلذلك جعل دلالتها أقلية بخلاف النفث. أو نقول: إنه لما كانت دلالة البول والبراز على أحوال الكبد أقوى من دلالتها على ذات الجنب جعل دلالتها على ذلك أقلية. وكذلك العرق فإنه قلما يندفع مادة ذات الجنب بالعرق بل بالنفث * والبرعاف (1085) . فلهذا ما جعل دلالة ذلك أقلية. واعلم PageVW5P025A أن قوله هاهنا «جودة البحران ورداءته» وقع ههنا دخيلا لأن غرضه بهذا الفصل أن يذكر فيه ما يدل على الأمور الثلاثة التي هي النوبة والمرتبة والنظام.
13
[aphorism]
قال أبقراط: المشايخ أحمل الناس للصوم ومن بعدهم الكهول. والفتيان أقل احتمالا له. وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان. ومن كان من الصبيان أقوى شهوة، فهو * أقل (1086) احتمالا له.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث سبعة.
البحث الأول
في صلة هذا الفصل بما قبله * وهي (1087) أن الغذاء المستعمل في حال المرض كما أنه يعتبر في غلظه ولطافته مدد الأمراض وقوة * العليل (1088) كذلك يعتبر فيه * في (1089) أمر الإسنان فإنه يختلف باختلافها. وذلك لأن الصبي لا يحتمل من تلطيف التدبير عند الاحتياج إليه كما يحتمل الشيخ إذا تساوى موجبهما من جميع الوجوه لأن الشيخ أحمل الناس للصوم، وكذلك الحال في التدبير الغليظ. * وإذا (1090) كان أمر الإسنان معتبرا فيما ذكرنا تنبه * عليه (1091) في * هذا (1092) الفصل. وقد أشار الفاضل جالينوس إلى ما ذكرنا في تفسير هذا الفصل فإنه قال هناك إنه ينتفع بمعرفة اختلاف الأسنان في تدبير الأغذية. وذلك * لأن (1093) الإمساك عن الطعام في سن الشيخوخة أسهل منه في سن الصبا. وما ذكره ابن أبي صادق من أن غرض أبقراط مبهذا الفصل الكلام في أغذية الأصحاء ليس بشيء. وذلك لأنه لم يسبق لنا منه ما يشعر بذلك في هذه المقالة. وأيضا فإن الكلام في تقدير الغذاء بحسب الأصحاء متقدم على ذلك بحسب المرضى على ما عرفته في كتبنا المبسوطة. فلو كان غرضه ذلك لقدمه على الكلام في أغذية المرضى وابتدأ * بذكره (1094) المشائخ دون باقي الأسنان في هذا الفصل لأن تدبيرهم * أشبه شيء (1095) بالغذاء اللطيف الذي معظم كلامه السابق فيه. وستعرف * ذلك (1096) فيما بعد.
البحث الثاني
في تحقيق القول في الأسنان. هذا البحث ينتفع به في هذا الفصل وفيما بعده. ولذلك وجب علينا إيضاحه وتبيينه. أقول إن الجيين متكون من مادة الغالب عليها الحرارة والرطوبة. وذلك لأنة متكون * من (1097) المني والدم وهما حاران رطبان، لكن الحرارة كيف كان فعلها أظهر من فعل الرطوبة. وكيف لا وإلا خقنها الرطوبة ومنعتها من الهضم والإحالة. الظاهر أن في بدن الصبا ثم أنها تقوى شيئا فشيئا على تحليل الرطوبة. فمتى لم يظهر فعلها ظهورا تاما فالزمان المذكور هو زمان الصبا. فإن الرطوبة في مثل هذا السن البعض منها متوجه إلى جهة النمو والبعض يحفظ الحرارة الغريزية. مثاله خمسة أجزاء منها للزيادة في النمو وخمسة تحفظ الحرارة. فإذا ظهر فعل الحرارة في التحليل، تحلل أولا القدر المتوجه إلى جهة النمو لا الحافظ للحرارة لأن هذه هي الأصلية, فيجب الاعتناء بها. ومثل هذا الزمان هو سن الشباب ثم إذا طال فعل الحرارة في التحليل نقص شيء من مادتها ويلزم من نقصانها نقصانها ضرورة لانتقاص المحلول عند انتقاص PageVW1P059A الحامل. ومثل هذا الوقت هو سن الكهولة ثم إذا قوي * قوى (1098) فعلها على ذلك وظهر ظهورا بينا، انقلب الوقت إلى سن الشيخوخة. فالصبيان حينئذ الرطوبة في أبدانهم أكثر مما هي في أبدان الشباب. وأما الحرارة فقد اختلف PageVW5P025B الأطباء فيها، وسنحقق الكلام في ذلك فيما بعد. فالشباب أيبس من الصبى وأرطب من الكهل وهو من الشيخ. ثم هؤلاء فيهم رطوبة غريبة بسبب ضعف الهضم التابع لضعف الحرارة الغريزية. فيتولد في أبدانهم بسبب ذلك رطوبات غريبة وتستولي عليهم. فظهر مما ذكرنا أن الأسنان في الحقيقة ثلاثة: سن النمو وسن الوقوف وسن الانحطاط لأنك قد عرفت أن الأسنان في حال حياته إما أن تكون رطوباته الغريزية تحفظ الحرارة الغريزية فقط من غير أن تزيد على ذلك. وهذا هو سن الشباب؛ أو تكون زائدة، وذلك هو سن الصبى؛ أو تكون ناقصة، وذلك هو سن الانحطاط. ويندرج في ذلك سن الكهولة وسن الشيخوخة غير أن الأسنان قد قسمت بحسب المشهور إلى أربعة أسنان: سن الصبى وسن الشباب وسن الكهولة وسن الشيخوخة. أقول وذلك لوجهين. أحدهما أن الرطوبة الغريزية لا تخلو إما أن تكون وافية بحفظ الحرارة الغريزية أو لا تكون. فإن كانت وافية فلا تخلو إما أن تكون زائدة عما يحتاج إليه في حفظ الحرارة أو لا تكون. والأول هو سن الحداثة والثاني هو سن الشباب. وإن كانت غير وافية فنقصانها إما أن يكون محسوسا أو غير محسوس. فإن كان الأول فهو سن الشيخوية وإن كان الثاني فهو سن الكهولة. * الثاني في حال حياته لا يخلو إما أن يكون متزايدا أو متناقصا أو لا متزايدا أو لا متناقصا. فإن كان الأول فهو سن الصبى. وإن كان الثاني فنقصانه إما أن يكون محسوسا أو غير محسوس. فإن كان الأول فهو سن الصبى، وإن كان الثاني فنقصانه إما أن يكون محسوسا أو غير محسوس، فإن كان الأول فهو سن الشيخوية. وإن كان الثاني فهو سن الكهولة (1099) . * وإن (1100) كان الثالث فهو سن الشباب. فسن الصبى مدته * في الأكثر قريبة (1101) إلى ثلاثين سنة. وسن الشباب في الأكثر أيضا إلى خمسة وثلاثين سنة أو أربعين سنة. وسن * الكهولة (1102) في الأكثر أيضا إلى ستين ستنة، والشيخوخة * من هذا الوقت (1103) إلى آخر العمر. فإن قيل هذا القول فيه نظر من وجهين. أحدهما أن الشيخ الرئيس * قدس الله روحه (1104) قال في فصل القوى النفسانية من العلم الطبيعي من كتاب الشفاء إن القوة المولدة تنبعث * بعد الوقوف النامية . ولا شك أن هذا يناقض ما ذكرناه. فإن المولدة تنبعث (1105) من * اثنتي عشرة (1106) سنة إلى خمسة عشر سنة. وثانيهما أنه ذكر أيضا في فصل المساكن من كتاب كليات القانون أن الحبشة يهرمون في بلادهم في ثلاثين سنة، وعلى هذا لا يكون مدد الأسنان في هؤلاء كما ذكرنا. والجواب عن الأول أن سن الصبى عبارة عن الوقت * الذي (1107) يكون فيه الأعضاء قابلة للتمدد. فقبولها هذا تارة يكون ظاهرا جدا وتارة يكون خفيا * جدا (1108) وتارة يكون متوسطا. فقوله في كتاب الشفاء إن المولدة تنبعث بعد وقوف النامية أراد به النمو الظاهر لا مطلق النمو. وقولنا إن مدة سن الصبى كذا وكذا المراد به مطلق النمو. والجواب عن الثاني أن * مراده (1109) بالحكم المذكور في الأسنان إنما هو بحسب الأكثر وغالب الحال على أن في * كلام (1110) الشيخ فيما ذكره من أمر الحبشة نظرا آخر PageVW5P026A قد قررناه في شرحنا لكلامه هذا. واعلم أن هذا البحث موقوف على مقدمات . منها أن المني والدم حاران ومنها أن كل واحد من المنيين يصير جزءا من بدن الجنين. ومثل هذه المقدمات لا يليق ذكرها في هذا الموضع. وقد * أوضحناها (1111) في شرحنا للكليات.
Bog aan la aqoon