240

البحث الأول

في الصلة: وهو (444)من وجهين. أحدهما أن الفصل الأول قد تقدم الكلام فيه في العرق؛ ثانيهما أنه قد علم أن أحد وجهي حدوث العرق البارد في الحمى الحادة اختلاف محل الرطوبات الخارجة. وهذا الفصل يتضمن الكلام في هذا المعنى.

البحث الثاني:

العرق إذا كان في موضع من البدن دون موضع فإما أن يكون ذلك لسبب خارجي أو لسبب داخلي. والأول محال لأن نسبة أجزاء البدن إلى الخارجي واحدة، إذ لو كان بعض أجزاء البدن بالقرب من ذلك ثم حصل عرق لم يكن ذلك العرق دالا على مرض كما إذا كان بعض أجزاء البدن (445) قريبا من نار عند اصطلابها فإنه يدل على قوة تأثير النار في ذلك الموضع وتحليلها لرطوبات ذلك الموضع. والثاني أما أن يكون ذلك لسقوط القوة أو لاندفاع مادة المرض إلى ذلك الموضع. والأول باطل لأن ذلك العرق لا يكون إلا باردا، وقد تقدم الكلام فيه. وأيضا فإن عادة أبقراط إذا أطلق لفظة العرق لا يريد به البارد فبقي أن يكون حدوثه عن اندفاع مادة المرض إلى ذلك المرض. ومراده هاهنا بالمرض PageVW5P045A مادة المرض، فإن أبقراط كثيرا ما يطلق لفظة المرض على مادة المرض. فإذا اندفعت تلك المادة إلى الموضع المذكور بخرت الحرارة الحاصلة في ذلك العضو والقوى الخاصة به بل والعامة للإعانة منها أبخرة ثم إنها تتكاثف عند وصولها إلى المسام للكثرة فتتراكم وتصير عرقا. وعلى هذا فحيث كان العرق من البدن ففيه الفضلة الموجبة للمرض. والله أعلم.

البحث الثالث:

العرق منه محمود ومنه غير محمود. والأول ما اجتمع فيه خمس خصال: أحدها أن يكون مجيئه في يوم بحراني، وذلك كما بينه في الفصل الأول؛ وثانيها أن يكون حارا كما بينه في الفصل الآخر؛ وثالثها أن يكون في جميع البدن لئلا يجحف الفضل بموضع واحد من البدن كما بينه في هذا الفصل، فإن قيل إحجافه بطبيعة عضو من أعضاء (446) البدن أجود من إجحافه بطبيعة جملة البدن فنقول إنه متى كان عاما عاونت الطبيعة الخاصة بعضو عضو للطبيعة (447) العامة لجملة البدن بخلاف ما إذا كان خاصا؛ ورابعها أن لا يكون حارا تارة وباردا أخرى كما سنبينه في الفصل الآخر؛ وخامسها أن يعقبه خفة وراحة، فإنه متى كان كذلك كان خروجه من النوع الواجب خروجه وبالمقدار الذي يجب والغير المحمود ما نقص عن هذه.

39

[aphorism]

قال أبقراط: وأي موضع من البدن كان حارا أو باردا ففيه المرض. (448)

[commentary]

Bog aan la aqoon