192

[aphorism]

قال أبقراط: وأما الشباب فيعرض لهم نفث الدم والسل والحميات الحادة والصرع وسائر الأمراض إلا أن أكثر ما يعرض * لهم (1577) ما ذكرناه.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث أربعة.

البحث الأول

* في (1578) صلة هذا * الفصل (1579) بما قبله: * فمعلومة (1580) بالضرورة، فإن سن الشباب بعد سن الصبى.

البحث الثاني:

قال جالينوس إن أبقراط دقق الكلام جدا في استقصاء تلخيص أمراض الأسنان إلى السن التي حدها نبات الشعر في العانة. ثم لا أدري كيف تجاوز سن الفتيان * وهي (1581) فيما بين سن الإنبات والمتناهي للشباب * ثم (1582) تجاوز عن ذكر أمراض هذه السن ووصف * بعد (1583) حال من ينبت له الشعر في العانة حال الشباب. والذي نقوله نحن في هذا الموضع أن هذا الكلام حق، فإن سن النمو ينقسم إلى خمسة أقسام: سن الطفولية وسن * الصبى (1584) وسن الترعرع وسن المراهقة وسن الفتيان. فسن * الطفولة (1585) عبارة عن الزمان * الذي (1586) تكون الأعضاء فيه غير مستعدة للحركة والنهوض. وسن * الصبى (1587) عبارة عن الزمان الذي * تكون (1588) الأعضاء فيه قد استعدت للحركة والنهوض الغير شديدين وأن لا تكون الأسنان قد استوفت السقوط * والنبات (1589) . وسن * الترعرع (1590) عبارة عن الزمان الذي * يكون (1591) بعد هذا الوقت إلى وقت المراهقة. وسن * الغلامية (1592) عبارة عن الزمان الذي يكون بعد هذا الوقت إلى أن * ينقل (1593) الوجه. وسن * الفتى (1594) من هذا الوقت إلى أن يقف النمو. فهذه * أقسام (1595) النمو وأعدلها * جميعها (1596) سن * الفتى (1597) لأن الرطوبة ليست * هي (1598) غالبة فيها كما في التي قبلها، ولا هي ناقصة كما في سن الشباب. فلما كانت هذه السن حالها كذلك لم تكن مختصة بمرض معين كاختصاص باقي الأسنان بالأمراض الخاصة بها وتكون نسبتها إلى ما ذكرنا كنسبة الربيع إلى باقي الفصول، أي في عدم اختصاصه بمرض معين. ولما كان حال السن المذكور كذلك لم يخصصها أبقراط بذكر مرض من الأمراض بل يكون العارض فيها كما يعرض في باقي الأسنان من الأمراض * الاتفاقية (1599) .

البحث الثالث:

الغرض من هذا الفصل بيان أمرين: أحدهما أن * يبين (1600) الأمراض التي تعرض للشباب كثيرا؛ وثانيهما بيان أن الأمراض كلها تعرض في الأسنان كلها إلا أن بعضها في بعض * الأوقات (1601) أحرى بأن تحدث وتهيج كما ذكل في أوقات السنة، وذلك بسبب الاستعداد. أما الأول فمثل نفث الدم والسل والحميات الحادة بعد أن يعلم أن ليس علة حدوث ما يحدث من الأمراض في هذه السن لأجلها، فإن القوى البدنية فيها متوفرة، وكذلك الحرارة الغريزية، بل متى عرض لهم شيء من ذلك فهو منسوب إلى سوء تدبيرهم. أما نفث الدم فلقلة توقيهم النوم على غير وطاء وكشف رؤوسهم للحر والبرد واستعمالهم الصياح الشديد والعدو والقفرة والوثبة وكثرة المآكل والمشارب، فبسبب هذه الأمور يعرض لهم نفث الدم كثيرا لا سيما لمن كان منهم نحيف البدن، فإن عروق رئة من هو بهذه الصفة يكون مستعدا للانفزار والانبثاق، وقد تكلمنا في نفث الدم. وأما السل فتابع لنفث الدم لا سيما متى احتبست المادة الخارجة بالنفث عفنت وقرحت الرئة، وأوجبت السل هذا إذا عنى بالسل قرحة الرئة. وإن كان عنى به حمى الدق كما من عادته فهو أيضا حق، فإن سن PageVW1P095B الشباب مستعدة لذلك بسبب قوة الحرارة وظهور اليبوسة لا سيما لمن كان من الشباب نحيف البدن، وقد تكلمنا في السل. وأما الحميات الحادة فذلك لغلبة المرار على السن * المذكورة (1602) ، وقد تكلمنا في الحميات. وأما الأمر الثاني وهو أنه قد علم أن لكل سن مادة مخصوصة مولدة لما يناسبها فكل الأسنان تحصل فيها تلك الأمراض إلا أن بعضها في بعض الأسنان أحرى بأن يحدث ويهيج غير أنه ذكر هذا القدر في فصول السنة مجملا وفي الأسنان مفصلا، وذلك لزيادة * الإيضاح (1603) .

Bog aan la aqoon