Sharaxa Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان البول ذا مستشف أبيض، فهو رديء، PageVW1P061A وخاصة في أصحاب الحمى التي مع (373) ورم الدماغ.
[commentary]
قال عبد اللطيف: المستشف مثال أول بمعنى الاستشفاف، فقوله: "ذا مستشف" معناه ذا شفيف، أو ذا استشفاف إلا أن الشفيف على مثال اسم الفاعل، والمراد به الهيئة والحالة، وأما المستشف فعلى صيغة اسم المفعول والمراد به المصدر، والشيء الشفاف والذي له شفيف هو ما نفذ فيه البصر ورأى ما وراءه كالزجاج والبلور والماء وغير ذلك. فقوله: "إذا كان البول ذا مستشف" معناه إذا كان رقيقا صافيا في قوام الماء، ولم يكتف بهذه العلامة حتى قال أبيض، فإن الرقيق قد يكون مصبوغا بالمرار فيكون أحمر، فإذا كان رقيقا صافيا أبيض كان شبيها بالماء في حالاته، وحينئذ يدل على عدم النضج وانصراف المادة إلى جهة الرأس وخلو موضع الطبخ عنها، وذلك يدل على ضعف القوة وشدة المرض وقوة انصباب المواد إلى الدماغ، فلذلك قال: "وخاصة (374) في أصحاب الحمى التي تكون مع ورم الدماغ" فإن البول الذي بهذه الصفة رديء على كل حال وهو مع الحمى PageVW2P084B أردأ، ومع (375) الحمى التي مع ورم (376) الدماغ أشد رداءة.
[فصل رقم 183]
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت المواضع منه التي فيما دون الشراسيف عالية، فيها قرقرة، ثم حدث به وجع في أسفل PageVW3P081A ظهره فإن بطنه يلين إلا أن تنبعث منه رياح غليظة، أو يبول بولا كثيرا، وذلك في الحميات .
[commentary]
قال عبد اللطيف: الشراسيف جمع PageVW0P071A شرسوف، وهي رؤوس الأضلاع مما يلي البطن ونهاياتها الرقيقة الغضروفية تسمى شراسيف (377)، فالمواضع التي تحت هذه هي: الأمعاء والكبد والطحال وغير ذلك من آلات الغذاء. قوله (378): "عالية" أي منتفخة ولم يقل "منتفخة" لئلا يلتبس بالانتفاخ (379) الورمي. ثم أن علو هذا الموضع وانتفاخه قد يكون من أسباب، منها: أن يكون من ريح غليظة، معها رطوبة، وهي التي يعنيها في هذا القول؛ ولذلك قرنها بقوله: "فيها قرقرة" والقرقرة أصوات منقطعة ليست بالعالية ولا بالخارجة، فإذا انحدرت تبعتها رطوبة، فإذا وصلت إلى أسفل (380) الظهر وجع من ذلك، وهذا منذر بأنها ستنبعث وتخرج من المقعدة هي وتلك الرطوبة، فيلين البطن، إلا أن تنفصل من الرطوبة فتخرج هي من المقعدة وحدها وتنحدر الرطوبة إلى الكلى والمثانة فتخرج بالبول، فحينئذ لا يلزم أن يلين البطن. وقوله: "وذلك في الحميات " أي هذا الدليل إنما يدل في الحميات التي هي أمراض وليست أعراضا تابعة لبعض الأورام، كذات الجنب وذات الرئة وغير ذلك، فإن القرقرة حينئذ لا يلزم عنها لين البطن.
[فصل رقم 184]
Bog aan la aqoon