181

قال عبد اللطيف: غلبة المرار تدل على حدة المرض، فالمرار إذا أطلق فإنما نعني (110) به المرة الصفراء وحدها، والخالفة (111) في "أعلاه" يحتمل أن ترجع إلى البول وإلى المرار، فإن رجعت إلى البول فهو موضع حيرة، لأن البول في المرض الحاد لا يكون رقيقا PageVW2P125B ولاسيما إذا كان فيه رسوب، فلذلك رأوا (112) أن قوله: "وكان أعلاه رقيقا في الزمان" أي وكان أعلى البول قبل الرسوب رقيقا. وإن رجعت الخالفة (113) إلى المرار كانت الرقة يراد بها في الشكل، أي وكان الثفل رقيق الأعلى صنوبريا، ويكون قد استعمل الرقيق في موضع الدقيق. ويحتمل عندي وجها ثالثا: هو أن تكون الخالفة ترجع إلى البول، ويكون يريد بالرقة، لا الرقة المائية المفرطة، بل اعتدال القوام، كأنه قال: وكان البول ليس غليظا، فإن غلظ البول يدل على طول المرض وغلظ مادته، كما أن رقته (114) جدا تدل أيضا على طوله وقلة نضجه، وما هو دون الغليظ فهو رقيق. وجرت عادة أبقراط إذا أراد الرقة المفرطة أن يقول: رقيقا (115) مائيا، فلما قال رقيقا وسكت دل على أنه يريد به اعتدال القوام لا الرقة المائية، وأيضا قد علم أن الرسوب لا يكون معه الرقة المائية PageVW0P105A لكن قد يكون معه الغلظ فقال: رقيقا ليميزه عما يقع ويكون، لا عما لا يكون.

[فصل رقم 356]

[aphorism]

قال أبقراط: من كان بوله متشتتا فذلك يدل على أن في بدنه اضطرابا قويا.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "متشتتا" PageVW3P118A أي مختلف الأجزاء، ومن عادة الطبيعة إذا غلبت واستولت أن تجعل الأجزاء كلها متساوية متشابهة، فإذا كانت أسباب المرض تعاندها (116) [ك: ورقة 91أ] وتقاومها، كانت أفعالها وآثارها مضطربة مختلفة.

[فصل رقم 357]

[aphorism]

قال أبقراط: من كان فوق بوله عبب (117)، دل على أن علته في الكلى وأنذر منها بطول.

[commentary]

Bog aan la aqoon