Sharh Fath al-Majid by al-Ghunayman
شرح فتح المجيد للغنيمان
Noocyada
الأمور التي تضمنتها العبادة
وقوله: (قلت: الله ورسوله أعلم) فيه حسن الأدب من المتعلم، وأنه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم أن يقول ذلك بخلاف أكثر المتكلفين.
وقوله: (أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا) أي: يوحدوه بالعبادة.
ولقد أحسن العلامة ابن القيم ﵀، حيث عرف العبادة بتعريف جامع فقال: وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان].
يعني أن العبادة تتضمن ثلاثة أمور: الأول: غاية الحب مع غاية الذل مع الفعل.
الثاني: فعل الأفعال، وهي أفعال الطاعة.
الثالث: أن تكون الطاعة على وفق ما جاء به الرسول ﷺ.
فلابد من اجتماع هذه الأمور الثلاثة، وإلا فإن الإنسان يتعبد بغير هدى، وكذلك الحب يتضمن محبة القلب ونيته وإرادته وخشيته وخوفه ورجاءه، وكذلك الذل، فالإيمان الذي أمر الله جل وعلا به مركب من أشياء: من الحب والخوف والخشية والإنابة، ومن عمل الجوارح، ومن قول اللسان، فلابد للمسلم أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم لابد أن يتفق القلب مع قول اللسان، فيعرف هذا المعنى ويتحلى به ويعتقده حقًا، ثم جوارحه تعمل بذلك، أما لو قال الإنسان هذه الكلمة ولم يعمل فإنه لا يُعد مسلمًا، فإذا ترك الصلاة والصوم والحج ولم يلتزم بما جاء به الرسول ﷺ فإن هذا إما إن يكون كاذبًا وإما أن يكون عاصيًا خارجًا عن الطاعة؛ فيكون مستحقًا لعذاب الله جل وعلا.
8 / 8