216

Sharh Durrat Ghawwas

شرح درة الغواص في أوهام الخواص (مطبوع ضمن «درة الغواص وشرحها وحواشيها وتكملتها»)

Tifaftire

عبد الحفيظ فرغلي علي قرني

Daabacaha

دار الجيل

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

Suugaan
وإنما جمع رحى وقفا على أرحاء وأقفاء لأنهما ثلاثيان، والثلاثية على اختلاف صيغها تجمع على أفعال لا على أفعلة، وإنما فعال على اختلاف فائه يجمع على أفعلة نحو قباء وأقبية وغراب وأغربة وكساء وأكسية، وعلى معادل هذا الأصل لا يجمع ندى على أندية، فأما قول "ابن محكان":
(في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا)
فقد حمله بعضهم على الشذوذ، وبعضهم على وجه ضرورة الشعر، وقال آخرون: بل هو جمع الجمع، فكأنه جمع ندى على نداء مثل جمل وجمال، ثم جمع نداء على أندية مثل: رشاء وأرشية. وجوز "أبو علي القارسي" أن يكون جمع ندى على أند
ــ
(روى "الأصمعي" أن أعرابيا ذم قوما فقال: أولئك قوم سلخت أقفاؤهم بالهجاء ودبغت جلودهم باللؤم) وتتمته: فلباسهم في الدنيا الملامة وفي الآخرة الندامة، وهو من بديع الاستعارة.
ومن فصول رسائلي في بعض الناس: لحومهم لست تلاك بفم الغيبة، ولا أعراضهم تهجم عليها الظنون المريبة، لا حسب ولا نسب؛ فباهلة عندهم قريش العرب.
(ماذا يفيد الذم من معشر ... ذكرهم في كل حلق شجا)
(جلودهم باللؤم مدبوغة ... من بعدما قد سلخت بالهجا)
فأما قول "ابن محكان":
(في ليلة من جمادي ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا)
فهو "مرة بن محكان التميمي" من شعراء "الحماسة" وهذا البيت من قصيدة له، وقبله:

1 / 253