المشابه جمع شبه كالمحاسن جمع حسن والمشائخ جمع شيخ وقد خرج في هذا البيت من النسيب إلى المدح مفضلا للممدوح بالكمال على المعشوق في الجمال فذكر أن في البدر انواعا من شبه الحبيبة منها الحسن والضياء والعلو والبعد عن الناس ثم قال واشكو هواها إلى من لا يوجد له نظير ولا مثل وإنما يشكو إليه ليعطيه من المال ما يتوصل به إليها
إلى واحد الدنيا إلى ابن محمد ... شجاع الذي لله ثم له الفضل
أراد شجاع الذي بالتنوين وحذفه لسكونه وسكون اللام الأولى من الذي وذالك جائز في الشعر كما قال، عمرو الذي هشم الثريد لقومه، ورجال مكة مسنتون عجاف، وهو كثير
إلى الثمر الحلو الذي ضيء له ... فروع وقحان بن هودٍ لها أصل
قحطان أبو قبائل اليمن وعدنان أبو قبائل العرب واراد بالثمر الحلو الممدوح جعله كالثمر الحلو في جوده وحسن خلقه وقوله لها يعني لهذه الفروع ومن روى له رد الكناية إلى الثمر
إلى سيدٍ لو بشر الله أمة ... بغير نبي بشرتنا به الرسل
يقول الله تعالى لا يبشر عباده بأحد من الخلق إلا ن يكون نبيا فلو كان يبشر بغير نبي لبشرنا به على لسان الرسل وروي لو بشر الله خلقه
إلى القابض الأرواح والضيغم الذي ... تحدث عن وقفاته الخيل والرجل
الضيغم الأسد لأنه يضغم الناس إي يعضهم واراد وقفاته بفتح القاف فسكن للضرورة وفعلة إذا كانت اسما جمعت على فعلات وإذا كانت صفة جمعت على فعلات بسكون العين يقول الخيل والرجال ويخبرون عن حسن مواقفه في القتال واراد بالخيل اصحابها
إلى رب مالٍ كلما شت شمله ... تجمع في تشتيته للعلي شمل
شت تفرق والشمل الاجتماع يقول كلما تفرق جمع ماله اجتمع شمل معاليه
همام إذا ما فارق الغمد سيفه ... وعاينته لم تدر أيهما النصل
يقول أنه يمضي في الأمور مضاء سيفه فإذا فارق سيفه الغمد لم تدر أيهما نصل السيف كما قال أبو تمام، يمدون بالبيض القواطع أيديًا، وهن سواء والسيوف القواطع،
رأيت ابن أم الموتِ لو أن بأسه ... فشى بين أهل الأرض لا نقطع النسل
أراد بابن أم الموت أخا الموت وإنما جعله أخا للموت لكثرة قتله اعداءه وخص الأم دون الأب لأن الأمر أخص بالمولود من الأب ألا ترى أن عيسى ﵇ ولد من غير اب ولم يولد أحد من غير أم ولان اكثر الحيوانات تعرف أمهاتها ولا تعرف أباءها والمعنى لو كان بأسه في الناس فاشيا لكان لكل أحد قتالا فينقطع النسل لكثرة القتل
على سابح موج المنايا بنحره ... غداة كأن النبل في صدره وبل
يعني بالسابح فرسه الذي كان يسبح من حسن جريه ولما سمى فرسه سابحا استعار للمنايا موجا واراد في موج المنايا فحذف حرف الجر واوصل سابحا إلى الموج فنصبه كما قال، باسرع الشد مني يوم لا إنةٍ، لما لقيتهم واهتزت اللمم، أراد بأسرع في الشد فحذف حرف الجر واضاف غداة إلى الجملة التي بعدها لأن ظروف الزمان تضاف إلى الجمل تقول رأيتك يوم قدم زيد والمعنى رأيت الممدوح على فرسٍ يسبح في موج البحر الحرب أي يسرع الجري فيه يوم كثرت سهام الاعداء في صدر فرسه كما يكثر الوبل وهو المطر السريع يقال وبل المطر يبل وبلا فهو وابلٌ
وكم عين قرنٍ حذقت لنزاله ... فلم تغض غلا والسنان لها كحل
يريد بالنزال القتال وأصله من منازلة الأقران وهو أن ينزل بعضهم إلى بعض إذا أشتد القتال وعظم الأمر للمضاربة بالسيف والمعانقة للصراع ويقال أصله من أنهم كانوا يركبون الإبل ويجنبون الخيل إذا غزوا اجماما لها فإذا وصلوا إلى العدو تداعوا نزال فينزلون من الإبل ويركبون الخيل وبهذا فسر قوله، فدعوا نزال فكنت أول نازل، هذا هو الأصل ثم يسمى القتال نزالا والمقاتلة منازلة وان لم يكن هناك نزول من الإبل والتحديق شدة النظر يقول كم عين قرن شددت النظر نحو قصدا لقتاله فلم يغمض عينه إلا وقد أدخل فيها سنانه فجعله لعينه بمنزلة الكحل
إذا قيل رفقا قال للحلم موضع ... وحلم الفتى في غير موضعه جهل
1 / 36