Sharaxa Diwaanka Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Baare
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Daabacaha
دار المعرفة
Goobta Daabacaadda
بيروت
- الْإِعْرَاب سواك إِذا فتحت مدت وَإِن كسرت قصرت وحرف الْجَرّ يتَعَلَّق بِخَبَر ثَان الْغَرِيب الشجى الحزين والغضبان والقريض الشّعْر وَيُقَال قرضت الشّعْر أقْرضهُ إِذا قلته فالشعر قريض وَمِنْه قَول عبيد بن الأبرص حَال الجريض دون القريض والجريض مَا يردهُ الْبَعِير من جرته الْمَعْنى يَقُول القريض عَائِذ بك من أَن يمدح بِهِ غَيْرك لِأَنَّك مُسْتَحقّ الْمَدْح
٣٣ - الْغَرِيب الرياض جمع رَوْضَة يُقَال رَوْضَة ورياض وَروض وَالرَّوْضَة مَا يكون من العشب والبقل وَالرَّوْض نَحْو من نصف الْقرْبَة مَاء وفى الْحَوْض رَوْضَة من مَاء إِذا غطى أَسْفَله وَأنْشد أَبُو عَمْرو والحيا مَقْصُورا الْمَطَر والخطب وَإِذا ثنيت قلت حييان فَتبين الْيَاء لِأَن الْحَرَكَة غير لَازِمَة وَالْحيَاء الْمَمْدُود الاستحياء الْمَعْنى يُرِيد أَن رَائِحَة الرياض كلا م مِنْهَا يُرِيد معنى الْكَلَام لَهَا لَو أَنَّهَا تَتَكَلَّم كَانَت تثنى على الْمَطَر الذى أَحْيَاهَا فرائحتها تفوح بِمَنْزِلَة الثَّنَاء على الْمَطَر وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول ابْن الرومى
(شَكَرَتْ نِعْمَةَ الوَلِىّ عَلى الوَسْمِىّ ... ثُمَّ العِهادِ بَعْدَ الْعِهادِ)
(فَهْىَ تُثْنِى عَلى السَّماءِ ثَناءً ... طَيِّبَ النَّشْرِ شائِعا فِى البِلادِ)
(مِنْ نِسِمٍ كأنَّ مَسْرَاةُ فى الخَيْشُوم ... مَسْرَى الأرْوَاحِ فى الأجْسادِ)
وَأَخذه السرى الموصلى فَقَالَ
(وكْنْتَ كَرَوْضَةٍ سُقِيَتْ سَحابا ... فأَثْنَتْ بالنَّسِيمِ عَلى السَّحابِ)
٣٤ - الْغَرِيب الْجهد والجهد بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَالَ الْفراء بِالضَّمِّ الطَّاقَة وحجته قِرَاءَة الْجُمْهُور وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ والجهد بِالْفَتْح من قَوْلهم اجهد جهدك فى الْأَمر أى ابلغ غايتك وَلَا يُقَال اجهد جهدك بِالضَّمِّ والجهد بِالْفَتْح الْمَشَقَّة يُقَال جهد دَابَّته وأجهدها إِذا حمل عَلَيْهَا فى السّير فَوق طاقتها وأجهد فى كَذَا أى جد فِيهِ وَبَالغ الْمَعْنى يُرِيد أَن الرَّائِحَة من الرياض جهد الْمقل لِأَنَّهَا لَا تقدر على الْكَلَام وَلَا تقدر أَن تشكر السَّحَاب إِلَّا بِمَا يفوح مِنْهَا من طيب الرَّائِحَة فَكيف ظَنك بشاعر فصيح اللِّسَان يعْنى نَفسه إِذا أَحْسَنت إِلَيْهِ وَله لِسَان فصيح وقدرة على الثَّنَاء فَهُوَ إِذا أَحْسَنت إِلَيْهِ أَو أوليته إحسانا لم يتْرك الشُّكْر لَك مَعَ الْأَوْقَات
1 / 255