241

Sharaxa Diwaanka Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Baare

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Daabacaha

دار المعرفة

Goobta Daabacaadda

بيروت

- ١ - الْغَرِيب القرائح جمع قريحة وهى الطبيعة وَفُلَان جيد الطبيعة إِذا كَانَ ذكى الطَّبْع وجيد القريحة إِذا كَانَ لَهُ نظر وَفهم وَمَعْرِفَة والجوارح جمع جارحة وَهَذِه الْقطعَة من الطَّوِيل الثانى والقافية متدارك الْمَعْنى يَقُول إِذا ابتسمت إِلَى إِنْسَان انْشَرَحَ صَدره وحيى طبعه وقويت جوارحه وَإِن كَانَ ضَعِيف الْجِسْم لِأَنَّهُ يَنَالهُ فَرح والفرح يقوى الْجِسْم وَالْقلب وَقيل القريحة خَالص الغريزة من قَوْلهم مَاء قراح أى خَالص وقريحة الْبِئْر أول مَا يخرج من مَائِهَا وَرجل قرحان إِذا لم يصبهُ جدرى وَلَا طاعون يُرِيد خَالص الْجَسَد والجوارح اليدان وَالرجلَانِ والعينان والفم وَالْأُذن لِأَن أصل الْجرْح الِاكْتِسَاب والاكتساب يَقع بِهَذِهِ الْجَوَارِح من مآثم وَغَيرهَا والجوارح الكواسر الَّتِى تجرح الصَّيْد وَغَيره وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ﴿وَمَا علمْتُم من الْجَوَارِح﴾
٢ - الْمَعْنى يَقُول لَا يقدر أحد على الْقيام بحقوقك لِأَنَّهَا كَثِيرَة على النَّاس وَمن ذَا الذى يرضيك بِقَضَاء حقوقك غير من تسامحه وتساهله
٣ - الْإِعْرَاب تكرما مفعول من أَجله وواقفا حَال الْمَعْنى يُرِيد إِنَّك لكرمك تقبل الْعذر فَمَا بَال عذرى وَهُوَ وَاضح وَاقِفًا لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَهَذَا من الِاعْتِذَار الْجيد
٤ - الْإِعْرَاب جعل اسْم إِن نكرَة للضَّرُورَة لِأَنَّهَا تدخل على المبتدإ وَالْخَبَر وَلَا يجوز أَن يكون الْمُبْتَدَأ نكرَة إِلَّا فى مَوَاضِع مَعْرُوفَة لَيست هَذِه مِنْهَا الْمَعْنى يَقُول إِذا كَانَ عيشنا بك وحياتنا بحياتك فَمن الْمحَال أَن تعتل وَلَا نشاركك فى علتك لِأَنَّك أَنْت الْحَيَاة لنا والعيش وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول حبيب
(وَإنْ يَجِدْ عِلَّةً نُعَمُّ بِها ... حَتَّى تَرَانَا نُعادُ فى مَرَضِه)
٥ - الْمَعْنى يَقُول مَا تركت الشّعْر وتأخرت عَن مدحه إِلَّا لِأَن المديح فِيهِ وَإِن كثر يقصر عَن بعض وَصفه فَلهَذَا تركت المديح يعْتَذر إِلَيْهِ من تَأَخره عَن مدحه

1 / 241