- الْغَرِيب الْعتْق الْكَرم وعتقت فرس فلَان تعْتق عتقا إِذا سبقت فنجت وأعتقها هُوَ أعجلها وأنجاها وَفُلَان معتاق الوسيقة إِذا طرد طريدة أنجاها وَسبق بهَا قَالَ الْهُذلِيّ
(حامى الحَقيقة نَسَّال الوَديقة مِعتاق ... الوَسيقة لَا نِكْسٌ وَلَا وانِى)
الْمَعْنى يَقُول إِذا سمع أحد كلامك عرف كرمك كَمَا أَن الْفرس الْكَرِيم إِذا صَهل عرف عتقه بصهيله وَيُرِيد أَن كلامك أَمر بالعطاء ووعد بِالْإِحْسَانِ وَمَا أشبه هَذَا وَهُوَ مِمَّا يدل على كرمه
٢٨ - الْغَرِيب الهالة الدائرة الَّتِى حول الْقَمَر وَجمع الْقَمَر وَإِن كَانَ فى الْمَعْنى وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن لكل شهر قمرا يصير فِيهِ الْهلَال قمرا وبدرا فَحسن الْجمع وَيجوز أَن يكون لما كَانَ فى كل فصل من الْفُصُول الْأَرْبَعَة يخرج الْهلَال فى برج غير الذى يخرج فِيهِ فى الْفَصْل الآخر فَحسن الْجمع الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك لَا تَزُول عَن شرفك ومحلك كَمَا أَن الْقَمَر يخرج عَن هالته فَضرب مثلا وَأحسن فى التَّشْبِيه وأبدع لتشبيهه فى علو الْمنزلَة والشرف بالقمر
٢٩ - الْإِعْرَاب الرِّجَال مَنْصُوب بشائق وَهُوَ اسْم فَاعل يعْمل عمل الْفِعْل وَالْمعْنَى أَنَّك تشوق الرِّجَال إِلَى زيارتك وَتَشَوُّقِ علاتها مَعهَا وَالتَّقْدِير أَنْت شائق الرِّجَال وعلاتها مَعَهم الْمَعْنى شائق أَنْت إِلَى كل شئ وَيُقَال شاقه إِذا حمله على الشوق فَأَنت شائق إِلَى كل أحد فالمرض إِذا أَصَابَك غير ملوم فى إصابتك لِأَن كل النَّاس يشتاقون إِلَى زيارتك لما يسمعُونَ من أَعَاجِيب أخبارك فتشوق الرِّجَال إِلَى قصدك وَتَشَوُّقِ أمراضها مَعهَا فقد شقَّتْ الْمَرَض حَتَّى زارك فَلَا ينبغى لنا أَن نشكوه ونعذله لِأَنَّهُ اشتاق إِلَى زيارتك وَذَلِكَ أَنه كَانَ مرض وَدخل عَلَيْهِ يمدحه بِهَذِهِ القصدة وَالْبَيْت قلق السبك