- الْغَرِيب الصهوة مقْعد الْفَارِس ونتجت النَّاقة على مَا لم يسم فَاعله تنْتج نتاجا وَقد نتجها أَهلهَا نتاجا قَالَ الْكُمَيْت
(وَقَالَ المُذمِّر للناتجِين ... مَتى ذُمِّرت قَبْلىَ الأرْجُلُ)
المذمر الذى يدْخل يَده فى حَيَاء النَّاقة لينْظر أذكر جَنِينهَا أم أُنْثَى سمى بذلك لِأَنَّهُ يضع يَده فى ذَلِك الْموضع فيعرفه يَقُول إِن التذمير فى الْأَعْنَاق لَا فى الأرجل وأنتجت الْفرس إِذا حَال نتاجها وَقَالَ يَعْقُوب إِذا استبان حملهَا وَكَذَلِكَ النَّاقة فهى نتوج وَلَا يُقَال منتج الْمَعْنى يُرِيد أَنه لشدَّة إلفهم للفروسية وَطول مراسهم تكون الْخَيل كَأَنَّهَا ولدت تَحْتهم وَكَأَنَّهُم ولدُوا عَلَيْهَا
١٦ - الْمَعْنى يَقُول الْكِرَام من الْخَيل إِذا لم يكن عَلَيْهَا فرسَان من هَؤُلَاءِ الممدوحين كالقلب إِذا لم يكن فِيهِ سويداء
١٧ - الْمَعْنى يَقُول هم يغلبُونَ النَّاس على الْعلَا ويغلبهم الْمجد فيحول بَينهم وَبَين مَا يشتهون من الشَّهَوَات المركبة فى بنى آدم مِمَّا يشين ويعيب
١٨ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى نباتها يعود على المنابت وَالْبَاء فى قَوْله بيدى مُتَعَلق بسقيت الْمَعْنى يرْوى بيدى وبندى بالنُّون لما جعلهَا منابت دَعَا لَهَا بالسقيا وَجعل أَبَا أَيُّوب الممدوح خير نباتها يُرِيد أَن نَفسه أشرف النُّفُوس الْمَذْكُورَة وَجعل النَّبَات يسقى المنابت إغرابا فى الصَّنْعَة وتغلغلا وَقَلْبًا للْعَادَة وَقَالَ أَبُو الْفَتْح لَا أَزَال الله ظله عَن أَهله وَذَوِيهِ وَقَالَ ابْن فورجة لَيْسَ الْغَرَض أَن يَدْعُو لِقَوْمِهِ بإفضاله عَلَيْهِم وَلَكِن الْغَرَض تَعْظِيم شَأْنه وعطائه كَأَنَّهُ لَو دَعَا أَن يسقيهم الْغَيْث كَانَ دون سقيا ندى أَبى أَيُّوب وَلما جعل قومه منابت دَعَا لَهُم بالسقيا لِأَن المنابت محتاجة إِلَى السقيا وَمثل هَذَا اسْتِعَارَة
١٩ - الْمَعْنى يَقُول لسنا نتعجب من كَثْرَة عطاياه وَإِنَّمَا نتعجب كَيفَ سلمت من بذله وتفريقه إِلَى وَقت مَا وَهبهَا يُرِيد أَنه لَيْسَ من عَادَته إمْسَاك شئ من مَاله