216

Sharaxa Diwaanka Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Baare

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Daabacaha

دار المعرفة

Goobta Daabacaadda

بيروت

- الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح السائر الذى حمل إِلَيْهِ الْكتاب بوفاتها يَقُول إِذا كَانَ هَذَا قد أطَاق حمل ذكر وفاتها فَحكم قَلْبك أَن يكون أَشد طَاقَة لَهُ وَهَذِه مغالطة وَإِنَّمَا أَرَادَ تسكينه فتوصل إِلَيْهِ بِكُل وَجه وَكَذَا نَقله الواحدى حرفا حرفا
٣١ - الْمَعْنى إِنَّك حمول صبور على تحمل الشدائد فَلَا تعجز عَن حمل هَذِه الرزية فَأَنت حملت الثقيل وَقَوله عَن سحبه أى جَرّه لِأَن حَامِل الثقيل إِذا عجز عَن حمله جَرّه على الأَرْض كَمَا قَالَ عتاب بن وَرْقَاء
(وجَرّهُ إذْ كلّ عنْ حَمْله ... ونفسُهُ مِنْ حتْفِهِ على شَفا)
٣٢ - الْغَرِيب ثلبه ثلبا إِذا صرح بِالْعَيْبِ فِيهِ وتنقصه قَالَ الراجز
(لَا يحسنُ التَّعريضُ إِلَّا ثَلْبا ...)
والمثالب الْعُيُوب الْوَاحِد مثلبة والأثلب فتات الْحِجَارَة وَالتُّرَاب يُقَال بِفِيهِ الأثلب والثلب بِالْكَسْرِ الْجمل الذى انْكَسَرت أنيابه من الْهَرم والإشفاق الْخَوْف والجزع يحسن عِنْده الصَّبْر ليرغب فِيهِ ويقبح الْجزع ليحذره لِأَن الصَّبْر يعد من الْمَدْح والجوزع يعد من الْعَيْب
٣٣ - الْغَرِيب الْغُرُوب مجارى الدمع وللعين غربان مقدمها ومؤخرها قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال بِعَيْنِه غرب إِذا كَانَ يسيل وَلَا يَنْقَطِع دموعها والغروب الدُّمُوع قَالَ الراجز
(مَالك لَا تذكرُ أمّ عَمْرْو ... أما لعَيْنيك غروبُ تَجْرِى)
والغروب حِدة الْأَسْنَان وماؤها وَاحِدهَا غرب قَالَ عنترة
(إذْ تَسْتبيكَ بذى غَروب وَاضح ... عَذْبٍ مقبَّلُه لذيذِ المَطعَم)
والصوب الْقَصْد والإصابة والصوب أَيْضا النُّزُول الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك تقدر على دفع الْحزن عَن قَصده وتغلبه بِالصبرِ وَترد الدمع إِلَى قراره وَمَجْرَاهُ بِأَن تصرفه على المجرى وَكَيف لَا تفعل هَذَا وَأَنت لَا شبه لَك

1 / 216