Sharaxa Diwaanka Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Baare
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Daabacaha
دار المعرفة
Goobta Daabacaadda
بيروت
- الْغَرِيب كورى الكور بِضَم الْكَاف الرحل بأداته وَالْجمع أكوار وكيران والكور أَيْضا بِالضَّمِّ كور الْحداد وَمثله كور الزنابير الْمَعْنى يُرِيد أَن مواهبه لم تدع مَكَانا إِلَّا أَتَتْهُ كَذَلِك أَنا لم أترك مَكَانا إِلَّا أَتَيْته فكأنى امتطيت مواهبه وَهَذَا من أحسن مخالصه وَسَنذكر مخالصه ومخالص غَيره عِنْد قَوْله لِابْنِ صَالح
(من يوازى ...)
١٨ - الْإِعْرَاب فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير وورود المشارب مصدر يردن وَالتَّقْدِير مواهبه يردن وُرُود النَّاس المشارب وَالضَّمِير فى فنائه عَائِد على لفظ خلق وَهن ضمير للمواهب الْمَعْنى لم يبْق أحد من النَّاس إِلَّا ومواهب الممدوح يردن فناءه والمواهب شرب لِلْخلقِ فهى ترد إِلَيْهِم بِخِلَاف الْعَادة لِأَن من الْعَادة أَن يرد النَّاس الشّرْب فَهَذِهِ ترد إِلَيْهِم وَالْمعْنَى هَذِه الْمَوَاهِب مَنْفَعَة أى لِلْخلقِ الذى ترد إِلَيْهِ كَمَا ينفع المَاء وارده قَالَ الْخَطِيب كأنهن قد وردن عَلَيْهِ وُرُود النَّاس المشارب لينتفعوا بهَا وفى مَعْنَاهُ
(إِذا سألُوا شَكَرْتُهم عَلَيْهِ ... وإنْ سَكتوا سألتهمُ السؤالا ...)
١٩ - الْغَرِيب القراع وُقُوع الشئ على الشئ يَابسا على مثله والرغائب جمع رغيبة وَهِي الْعَطِيَّة الَّتِى يرغب فِيهَا وَأَصلهَا السعَة وَفرس رغيب الخطوة أى واسعها الْمَعْنى إِن شجاعته وسماحته موروثتان من آبَائِهِ فهما فِيهِ غريزتان
٢٠ - الْغَرِيب الشهاد جمع شَاهد وَهُوَ الْحَاضِر الْمَعْنى يُرِيد أَنه غيب عَن وَطنه من كَانَ حَاضرا لَيْسَ من عَادَته السّفر فَلَمَّا سمع بعطائه سَافر إِلَيْهِ ورد إِلَى الأوطان كل غَائِب كَانَ عِنْده أعطَاهُ وأغناه عَن السّفر إِلَى أحد من النَّاس
٢١ - ويروى فى أكفهم الْغَرِيب الفاطميون هم أَوْلَاد فَاطِمَة ﵍ من ولديها الْحسن وَالْحُسَيْن فَكل فاطمى هُوَ من ولد الْحسن وَالْحُسَيْن ﵉ وَأما العلويون فهم من ولد على يدْخل فيهم الفاطميون وَغَيرهم كأولاد الْعَبَّاس بن على وَعمر بن على وَمُحَمّد ابْن على بن الْحَنَفِيَّة والبنان الْأَصَابِع والرواجب وَاحِدهَا راجبة وهى مفاصل الْأَصَابِع الَّتِى تلى الأنامل ثمَّ البراجم ثمَّ الأشاجع اللاتى تلى الْكَفّ وَقَالَ قوم هى بطُون الْأَصَابِع وظهورها وَقَالَ قوم الأنامل من أَطْرَاف الْأَصَابِع إِلَى العقد الأولى وَمن العقد الأولى إِلَى الثَّانِيَة الرواجب وَمن الرواجب إِلَى العقد الْأُخْرَى البراجم وَقيل البراجم هى نفس العقد الْأَخِيرَة وَقَوله كَذَا كلمة تسْتَعْمل اسْتِعْمَال الْمثل وَالْمعْنَى كَذَا الْوَصْف الذى أصفه والتشبيه رَاجع إِلَى مَا تقدم من قَوْله غيب الشهاد ورد الغياب كَذَا عَادَة الفاطميين الْمَعْنى يُرِيد أَن هَؤُلَاءِ الفاطميين الندى لَازم لأكفهم فَلَا يفارقها كَمَا أَن خطوط الرواجب لَا يُفَارق أكفهم
1 / 152