137

Sharaxa Diwaanka Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Baare

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Daabacaha

دار المعرفة

Goobta Daabacaadda

بيروت

- ١ - الْإِعْرَاب ضروبا قيل هُوَ كَأَنَّهُ قَالَ النَّاس عشاق مُخْتَلفين فى عشقهم والأجود أَن يكون مَنْصُوبًا بِوُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ وَهُوَ الْعِشْق أى ضروب النَّاس يعشقون ضروبا فأعذرهم هُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم عذر الرجل عذرا وأعذر إِذا أَتَى بِعُذْر يُقَال عذر من نَفسه وأعذر إِذا بَين عذرا أَو فعلا يعْذر بِهِ من أَسَاءَ إِلَيْهِ وَلَا يجوز أَن يكون مأخوذا من عذرت الرجل فَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ إِذا حمل على هَذَا كَانَ أفعل الذى للتفضيل قد بنى من فعل لم يسم فَاعله وَذَلِكَ مُمْتَنع الْمَعْنى يَقُول أَنْوَاع النَّاس على اخْتلَافهمْ يحبونَ أَنْوَاع المحبوبات على اختلافها فأحقهم بالعذر فى الْعِشْق والمحبة من كَانَ محبوبه أفضل وأشف والشف الْفضل ٢ - الْغَرِيب السكن الصاحب وَمن تسكن إِلَيْهِ وتحبه وتهواه وفلانة سكن لفُلَان الْمَعْنى يَقُول أَنا أعشق وأسكن إِلَى قتل الأعادى فَهَل من زورة إِلَيْهَا أشفى بهَا قلبى كَمَا يشفى الْمُحب قلبه بزيارة محبوبه ويلتذ بزورته فَأَنا ألتذ بقتل الأعادى ٣ - الْغَرِيب الصرصرة صَوت الطير والنسر والبازى وَغَيره والنعيب صَوت الْغُرَاب الْمَعْنى يُرِيد هَل من زورة إِلَى الأعادى فيكثر الْقَتْل حَتَّى يظل الطير وَهُوَ اسْم جنس يُرِيد جمَاعَة الطير مُجْتَمعين إِلَيْهِ وَجعل أصوات الطير كالصرصرة والْحَدِيث بَين قوم مُجْتَمعين وَقَالَ الْخَطِيب الصرصرة صَوت النسْر والبازى لَا يَقع إِلَّا على الْقَتْلَى وَإِنَّمَا يُرِيد وقْعَة يكثر فِيهَا الْقَتْلَى فيجتمع عَلَيْهَا الطير فيصرصر النسْر وينعب الْغُرَاب ٤ - الْغَرِيب الْحداد ثِيَاب الْحزن تصبغ سَوْدَاء وتلبس عِنْد الْمُصِيبَة وأصل الْحداد الْمَرْأَة تلبس ثِيَاب الْحزن وَقد يجوز أَن تكون غير مصبوغة بل تكون من خشن الملبس وفى الصَّحِيحَيْنِ " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميت فَوق ثَلَاث إِلَّا الْمَرْأَة على زَوجهَا وَمَعْنَاهُ أَن تحزن وتترك الطّيب والدهن الْمَعْنى أَن هَذِه الطير لبست دِمَاء الْقَتْلَى أى تلطخت بهَا مِنْهُم وجفت عَلَيْهَا فَصَارَت كالحداد وهى الثِّيَاب السود وَلم تشق لَهَا جيوبا لِأَنَّهَا لَيست محزونة وَقَالَ الواحدى يجوز أَن يكون لم تشق لَهَا جيوبا لِأَنَّهُ غير مخيط فَكَأَنَّهُ إحداد بِغَيْر مخيط قَالَ وَقد روى دِمَاؤُهُمْ بِالرَّفْع يُرِيد أَن الدِّمَاء اسودت على الْقَتْلَى فَكَأَنَّهَا لبست ثوبا غير مَا كَانَت تلبس من الْحمرَة

1 / 137