============================================================
فيه فهو مؤمن، ومن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأنه مبعوث من بعد الموت، وايمان بالقدر خيره وشره، فمن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر(1).
وأماقوهم: (وضرب لهم آجالا).
قال أبو حفص الغزنوي: هذا منهم تحقيق بأن الأجل المضروب لكل واحد منهم مبروم محكم لا يحتمل التأحر عنه ولا التقدم عليه عما ضرب له، إذ يكون في التقدم من غيره تعجيز إياه عن تبليغه الحد الذي ضرب له، وذلك محال في حق الله تعاى، وفي التقديم والتاخير من قبله لحوق البداء(2) والجهل، ويتعاى الله عن ذلك.
ومن الدليل السمعي قوله تعالى: ( ولكل أمو أجل فاذا جملة لجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدموب) (الاعراف:34]، وهذا نص محكم صريخ.
ولأن التقادير(3) في الأشياء ظاهرة، والآجال في الخلق معلومة، ومحال إضافتها الى غير الله تعالى، لأن التقدير وضرب الآجال من أفعال الربوبية، فيعلم قطعا أن الأقدار والآجال بتقدير الله تعاى.
(1) كنز العمال وجامع الأحاديث للسيوطي، التاريخ الكبير للبخاري.
(2) في الأصل: البدا.
(3) في الأصل: التقدير.
Bogga 76