وروي عن بعض الصالحين أنه سئل عن الشكر فقال: « الا تستعين بنعمة من نعمه على معاصيه ».
فمن واجبات القلوب تعظيم الله، وذلك على قواعد مختلفة، ومعنى التعظيم أن تشعر القلب أن يكون الله أعظم عندك من كل شيء، وعلى حسب الأمور الموجبة للتعظيم، حتى يملأ القلب، فمن موجبات التعظيم: صفات الله تعالى العظمى وأسماؤه الحسنى، مثل كونه تعالى الأول لا أول لوجوده، وكل موجود مفتقر إلى قدرته، ولولا قدرته لم يوجد موجود؛ لأن كل موجود إما أن يكون من فعله تعالى، أو من فعل عبيده. وكذلك كونه قادرا لذاته ، على ما تقدم ذكره. ومن الأمور الموجبة للتعظيم التفكر في أفعاله، وضروب خلقه، ولهذا أمر الله تعالى عباده بالتفكر، مثل قوله تعالى: ?قل انظروا ماذا في السموات والأرض? [يونس: 101] إلى غير ذلك من الآيات.
وروي عن المسيح عليه السلام أنه سئل فقيل له: ياروح الله من أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون؟ فقال: « الذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ».
وهذا إنما يكون بالتفكر في حقائق الأمور، والنظر في أدلة الله تعالى التي ركبها في العقول، وبعث بها الأنبياء والرسل.
وروي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إن في جسد ابن آدم بضعة إذا صلحت صلح الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد، ألا وهي القلب ».
وروي عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « قوام المرء عقله، ولادين لمن لاعقل له، ولاعقل لمن لادين له ». يعني: لمن لم يعرف مقتضى العقول في الديانات.
Bogga 35