125

Sharh Bab Tawhid al-Rububiyyah min Fatawa Ibn Taymiyyah

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

Noocyada

تنوع معية الله لخلقه وتفاوتهم في درجاتها
ثم أشار إلى المعية في هذه الفقرة، قال: [ونعلم أن معيته مع عباده على أنواع وهم فيها درجات]، يعني: المعية دليل على التميز بين الخالق والمخلوق.
وهذا فيه رد ظاهر على أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المعية تدل على الاختلاف، لا يقال للشيء نفسه: إنه مع نفسه، لا يقال للشيء الواحد: إنه مع نفسه، إنما إذا قيل: الشيء الفلاني مع الشيء الفلاني فبينهما فرق ذاتي ومعنوي.
فإذًا: تحقيق المعية لله ﷿ وكونه مع عباده المعية العامة، ومع عباده الصالحين وعباده المؤمنين المعية الخاصة، أن هذه المعية تدل على المفارقة بين وجود الله ﷿ وبين وجود المخلوق، وأن لله ﷿ وجودًا يخصه وكمالًا لا يمكن أن يكون لأحد من خلقه، والخلق الذي له وجود يفتقر ويفنى وينتهي.
وهذه المعية معية محدودة، وتدل على الفرق بين الله ﷿ وبين خلقه، وهكذا بقية الأمور، وهذا مما قد لا يدرك إلا بمثل هذا الفقه الذي وفق الله إليه شيخ الإسلام ﵀.

13 / 4