264

مع الأجسام فكل منها إما مبدء أفعال مختلفة واما مبدء فعل واحد ثم على كل واحد من التقديرين إما مع الشعور واما عديم الشعور فمبادئ الافعال المختلفة بلا شعور هي النفوس النباتية ومع الشعور الكلى أو الجزئي هي النفوس الناطقة والنفوس الحيوانية الحساسة المتحركة ومبادي الفعل الواحد الذي على وتيرة واحدة مع الشعور هي النفوس السماوية ومبادي الفعل الواحد بلا شعور ان لم يقوم المحل فهى المبادى العرضية وان قومت فاما في البسيط فهى الطبايع واما في المركب فهى الصور النوعية فجميع تلك المبادى ملائكة سماوية وملائكة أرضية ولكن باعتبار جهاتها النورية وباعتبار انها متدليات بالحق وبعبارة أخرى من حيث إنها في الدهر لا في الزمان وقد عبر عنها القران المجيد بالمدبرات أمرا فالأنبياء والإلهيون لما كانوا خادمي القضاء الإلهي كما أن الطبيب والطبيعي خادم الطبيعة رأوا كل المبادى جنود الحق تعالى وعماله وأيديه الفعالة مرتبطة به ولا يسندون الافعال إلى النفس والطبيعة والصورة والعرض وغيرها مما يسند إليه الغافلون عن الله اللاهون الساهون عنه المتشتتوا الانظار لأجل عقدها على عالم الكثرة بما هي كثرة ولا سيما في مبادى لا تثبت تلك المبادى لانفسها وجودا بل مسبحات بحمده مسخرات بأمره بل هم تكلموا على قدر عقول الناس ووسع فهو أغلبهم في الأغلب والا فيداه العمالتان أسماؤه الجمالية والجلالية كما أشار إليه القران الحكيم بقوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها وقوله هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء وقوله يهدى من يشاء ويضل من يشاء وغير ذلك ولذا سمى العرفاء أسماء الله أرباب الأنواع كما سمى الاشراقيون العقول المتكافئة بهذا الاسم وحبذا كلمة علية جاء بها الشرع الأقدس من قوله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تقسيم اخر ذكره في الطوالع من الكتب الكلامية وذكر ان هذا التقسيم مما استنبطته من فوايد الأنبياء (ع) والتقطته من فرايد الحكماء وهو ان الجواهر الغايبة عن الحواس الانسانية إما ان يكون مؤثرة في الأجسام أو مدبرة للأجسام أو لا يكون مؤثرة ولا مدبرة لها والأول هو العقول السماوية عند الحكماء والملاء الاعلى في عرف الشرع والثاني ينقسم إلى علوية تدبر الاجرام الفلكية وهي النفوس الفلكية عند الحكماء والملائكة السماوية عند أهل الشرع والى سفلية تدبر عالم العناصر وهي إما أن تكون مدبرة للبسايط الأربعة النار والهواء والماء والأرض وأنواع الكاينات وهم يسمون ملائكة الأرض واليهم أشار صاحب الوحي صلى الله عليه وآله وقال جائني ملك البحار وملك الجبال وملك الأمطار

Bogga 264