228

أي لم يتخذ وليا يعاونه لمذلة فيه تعالى عن ذلك علوا كبيرا يا من يعلم مراد المريدين يا من يعلم ضمير الصامتين يا من يسمع انين الواهنين يا من يرى بكاء الخائفين يا من يملك حوائج السائلين يا من يقبل عذر التائبين يا من لا يصلح اعمال المفسدين يا من لا يضيع اجر المحسنين يا من لا يبعد عن قلوب العارفين يا أجود الأجودين سبحانك الخ اعلم أنه كما أن الأعضاء تحتاج إلى رئيس هو القلب الصنوبري والقوى تحتاج إلى رئيسة هي النفس والقلب المعنوي كذلك الناس يحتاجون إلى رئيس فذلك الرئيس إما ان يكون حكمه على الظاهر فقط وهو السلطان الظاهري أو على الباطن فقط وهو العالم وعليهما جميعا وهو النبي أو من يقوم مقامه ثم العالم ان تذكر عهد الأزل فهو العارف والعارف إن كان له مقام القدرة ومقام كن يقال له العارف المتصرف والا فهو العارف الخبير بالحقايق والمراد بالعارفين هنا المعنى الأعم من أن يكون نبيا أو وليا أو عارفا بالمعنى الأخص وأقل مراتب عدم البعد عن القلوب ان يكون بنحو التذكر الباطني والتوجه القلبي لان العنوان الغير المطابق للشيئ في الواقع بما هو عنوانه ووجهه بالمواضعة نحو من ظهوراته الأربعة فكيف إذا كان مطابقا ولذلك فالعلم بالحقايق بوجدان العنوانات المطابقة حدا ورسما وهلية ولمية فصورة الشمس مثلا في حس الجاهل بحقيقته أو خياله التي هي بالحقيقة صورة ضوئه وشكله ومقداره الجزئية بقدر الأترجة إذا كانت علمنا به وظهورا من ظهوراته فصورته العقلية بحده وحقيقته وانه جسم بسيط خال عن كثيرة من صفات العناصر الكائنة الفاسدة ذات نفس مستكفية وغير ذلك من احكامه كيف لا يكون ظهورا من ظهوراته وهذا العلم نسبته إلى العلم الأول كنسبة العلم بزيد من بعد بعنوان انه شبح إلى العلم به بشخصه وبصفاته وهيئاته ومراياه الجزئية فضلا عن العلم الكلى بحقيقته علما مطابقا للواقع وأعلى مراتب عدم البعد ان يكون العارف بعد ان صار عالما عقليا مضاهيا للعالم العيني يعرض عما سوى الله تعالى ويقبل بشراشر وجوده عليه تعالى بحيث يتلاشى وجوده تحت نور وجوده ويفنى فيه بالكلية بل يفنى عن فنائه وهذا مقام الفناء في الله والفناء عن الفناء وهو قرة عين العارفين وغاية منى المحبين فإنه عين الحياة الأبدية والديمومة السرمدية وهناك يظهر ان الله تبارك وتعالى هو الأول والاخر والمبدء والمعاد يا دائم البقاء بقاء سرمديا لا كبقاء

Bogga 228