194

كثيف أو لطيف ولم يولد أي لم يتولد من شئ ولم يخرج من شئ كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشئ من الشئ والدابة من الدابة والنبات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ولا كما يخرج الأشياء من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن والشم من الانف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب والنار من الحجر بل هو الله الصمد الذي لا من شئ ولا في شئ ولا على شئ مبتدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفنا بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلك الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد واما كونها بمنزلة الأسماء الحسنى الأخر فلان الهاء في له عين هو في قل هو الا انها قد تكتب بالدايرتين هما عيناها أحدهما للإشارة إلى الصفات الجمالية والاخرى إلى الجلالية وقد تكتب دايرة واحدة للإشارة إلى أن الجمال عين الجلال وبالعكس كما قال الحكماء الإلهيون ان صفاته تعالى عين ذاته وكلا منها عين الأخر وكما قال العرفاء الشامخون ان لجماله المطلق جلالا هو قهاريته للكل عند تجليه بوجهه فلم يبق بإحدى حتى يراه وهو علو الجمال وله دنو يدنو به منا وهو ظهوره في الكل ولهذا الجمال جلال هو احتجاب نوره بتعينات الأكوان فلكل جمال جلال ووراء كل جلال جمال ثم إذا أشبعت الهاء للإشارة إلى أنه تعالى فوق التمام تولد الواو وكونها دايرة لأنها أفضل الاشكال وللإشارة إلى عدم نهاية نوره وكماله حيث إن الدايرة لا نهاية لها إذ الحظ ينتهى بالنقطة وللإشارة إلى اتحاد البدو والختم فيها وكذا الخمسة التي هي روحها عند ضربها في نفسها كما يأتي حيث يقال لها العدد المستدير واما لفظ الجلالة فمذكور باعتبار الضماير وباعتبار انه بدل عن هو بتقدير جعله اسما والبدل عين المبدل منه فهو إشارة إلى مقام الخفاء وغيب الغيوب والمرتبة الأحدية والله إشارة إلى مقام الظهور والمرتبة الواحدية لان الله اسم للذات المستجمعة للصفات وأيضا باعتبار ان الله كان حرفه الأصلي إشارة إلى هوية الذات الغيبية وهو الجاري على أنفاس كل الحيوانات استشعروا أم لا ثم الحق لام الاختصاص إشارة إلى أن الملك لله ثم أشبع فتح اللام إشارة إلى أن في ذكر اسمه من عنده الفتوح التام ثم الحق الألف واللام للتعريف إشارة إلى تشخصه بذاته ومعروفيته لم سواه كما قال تعالى أفي الله شك فاطر السماوات والأرض قال المحقق الخفري

Bogga 194