181

وقدرك فكل ميسر لما خلق له وسنزيد في إحقاق الحق عند التكلم في اسم من يحق الحق بكلماته انشاء الله يا من وعده صدق يا من عفوه فضل يا من عذابه عدل لان عذاب المعذب على وفق ملكاته وكل ملكة رذيلة تصوره بصورة تناسبها على ما يقتضيه قاعدة تجسم الأعمال كالصور النملية لملكة الحرص والموذية كصور الحيات والعقارب لملكة الأذية وهكذا فتلك الملكة لسان حال له يستدعى صورها المناسبة استدعاء لزوميا طبيعيا للعلاقة اللزومية بينهما فان النسبة بينهما نسبة الفعل إلى الفاعل لا المقبول إلى القابل ونسبة الفعل إلى الفاعل بالوجوب وهو تعالى جواد لا يحرم المستحق ولا سيما المستحق التام الاستحقاق اللازم الاعطاء فإنه مجيب دعوة المضطرين وهو عادل يضع الشئ في موضعه ويعطى كل ذي حق حقه كما مر في شرح اسم مجيب الدعوات بل تصورت بصورها المناسبة الان والناس في غطاء عن رؤيتها ان جهنم لمحيطة بالكافرين واعتبر ذلك من الذين حرموا عن المقامات العالية التي لأهل العلم والعرفان وألفوا بما هم عليه من الصفات والافعال الدنية الدنيوية ذوات غايات داثره وهمية وكان ديدنهم حمل حطب نيرانهم وانسوا بمتاع الحياة الدنيا الذي ليس عصارته الا الكد والتعب اناء الليل واطراف النهار لو أردت تخليصهم من تلك المهاوي والمتاعب التي تجلى لهم بصورة المعالي والدعة إلى تلك المقامات العالية وتكليفهم بالفقر الذي هو عين السلطنة الأبدية وتنبيهم على مراتب أنفسهم السنية لم تكد تجدهم راغبين بل وجدتهم عما أردت بهم معرضين والى الله في جمع شملهم مستغيثين وبألسنتهم الحالية مستصرخين وان كانوا بألسنتهم المقالية لك مصدقين أو لترك الدنيا إلى الله مبتهلين فلا جرم لا يذرك عدالتك ان تخلصهم بل تخليهم وتدنسهم فان عادة الناس ان يطلبوا شيئا ولكن لا يتحملون لوازمه ولو كانوا يشعرون بلوازمه لم يطلبوه فهذا الطلب لا ينجع لان انفكاك اللازم عن الملزوم محال بل لا طلب في الحقيقة مثلا يطلبون الحق مع كونهم منهمكين في لذاتهم الحسية ممتلئ القلب من محبة أموالهم وأولادهم متشبثين بوجوداتهم المجازية وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فإذا لم يطلبوا التخلي من هذه الموانع لم يطلبوا التحلي بالتجلي فإذا عرفت الشاهد عرفت الغايب ولقد علمتم النشأة الأولى فلو لا تذكرون يا من ذكره حلو فان ذكر كل شئ علم به والعلم به لا بد

Bogga 181