178

والسفلية والهيئة هي العرض والأنوار العرضية هي الحسية وهو واضح لناظريها واما ابداء الشبهة الشيطانية على برهانه الذي ذكر في التوحيد بان يقال لم لا يجوز ان يكون هناك نوران مجردان غنيان متمايزان بتمامي الحقيقة النورية البسيطة ويكون قول النور عليهما قولا عرضيا فدفعها بمثل ما مر في الوجوب والوجود على الطريقة الأخرى وهو ان مفهوم النور كما مر مشترك معنوي وانتزاع مفهوم واحد من حقايق متخالفة بما هي متخالفة غير ممكن الا بجهة جامعة في المحكي عنه والمنتزع منه وهي هنا إما عين أو جزء أو خارج فيلزم إما الخلف أو التركيب أو عروض حقيقته على المهية والكل في حقيقة النور المجرد محال هذا وقال صدر المتألهين وبدر العارفين لنا بتأييد الله تعالى وقوته برهانا خاصا على هذا المقصد الذي هو الوجهة الكبرى للسالكين محكما في سماء وثاقته التي ملئت حرسا شديدا وشهبا لا يصل إليه الشياطين ولا يمسه القاعدون منه مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا الا المطهرون من الأرجاس النفسانية والظلمات الروحانية بيانه ان الواجب تعالى لما كان بسيط الحقيقة من جميع الوجوه فليست في ذاته جهة مغايرة لوجوب الوجود امكانية أو امتناعية فهو واجب الوجود من جميع الحيثيات كما أنه واجب الوجود بالذات فإذا تقرر هذا فلو فرض واجبان بالذات يكون كل منهما منفصل الذات عن الأخر لاستحالة ان يكون بينهما تلازم لان التلازم بين الشيئين يقتضى علاقة علية ومعلولية بينهما والواجب بالذات يمتنع ان يكون معلولا فهما متباينان من كل الوجوه فلكل منهما مرتبة من الوجود ليست للاخر ولا فائضة منه فيكون كل منهما عادما لوجود الأخر فاقدا له وجهة العدم والنقصان ليست جهة الحصول والوجدان فذات كل منهما لا يكون محض حيثية الوجود ولا واجبة الوجود من كل جهة بل يكون بحسب الذات مصداقا لحصول شئ وفقدان شئ اخر كلاهما من طبيعة الوجود بما هو وجود فلا يكون ذات كل منهما وجودا خالصا ولا واحد حقيقيا والتركيب من حيثيتين مختلفتين ينافى الوجوب الذاتي فواجب الوجود يجب ان يكون من فرط الفعلية والتحصل جامعا لجميع النشأة الوجودية فلا مكافئ له في الوجود ولا ند ولا شبيه فذاته من تمام الفضيلة يجب ان يكون كل الوجود وكله الوجود إذ كل وجود وكل كمال وجود حاصل لذاته مترشح من لدنه على غيره فهو أصل كل شئ ونور كل ذي نور ظل وفيئ ولنا برهان اخر مشرقي على التوحيد الخاصي وهو ان لا ثاني له تعالى في الوجود فضلا عن الوجوب

Bogga 178