============================================================
شرح الأنفاس الروحانية يحبه يدل عليه قول النبي عن جبريل الظ عن الله تعالى وتقدس: "لا يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل حتى أحبه قإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ب يسمع وبى يبصر وبي يأخذ وبي يمشى(1)" وقد يبغضه بعد أن أحبه، كما أبغض بلعام بن باعوراء ومن شابهه، تفهم إن شاء الله وحده.
فان قال قائل: تغير محبة الله تعالى وتغير إرادته محال على مذهب أهل السنة، ولا يختلف باختلاف الزمان واختلاف الأشخاص، وأفعال العباد: قلنا: بل إرادة الله تعالى ومحبته صفة ذاتية لا تتغير ولا تختلف وإنما الاختلاف راجع إلى استحقاق العباد محبة الله و أنه تعالى يحجب الكفرة عن محبته بالحجب ولا يحجب الأتبياء، والأولياء وتقرير ذلك قد مر في "اكتاب المحبة وكتاب الخلة" فلا نطول هنا.
قال الجنيد رحمة الله عليه: "إن المحب إذا ذكر عند حبيبه حرم محبته"(2) يمني لو ذكر غير محبوبه منع محبته عنه، وقوله عند حبيبه إشارة إلى حالة انصباب المحبة بالغليان فان حنين المحب الصادق عند لوعة المحبة تلقها بغليان المحبة من باطن إلى ظاهر وينصب معها من فضيلات المحبة إذ لا يسعها الباطن وعندي ذكر المبوب في هذه الحالة محال فكيف ذكر غير المحبوب فافهم.
وقال النوري: "إذا أحببت من قبل السبب فمحبتك سبب بلا مسبب لأن ميب المحبة هو الوصول إلى المحبوب وإذا كانت محيتك للدنيا والآخرة وذلك ليس مسيبا محبة الله تعالى، وإنما ذلك مكر الله تعالى وحجابه يحجيك عنه تعالى"، (1) رواه البخاري (2384/5)، وابن حبان (58/2)، والطبراني في الكبير (12/ 145).
(2) انظر: سر الأنفاس (ص308).
Bogga 259