223

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية خبر منهم يناء على خبر وهو عالم الشرع، والعقل، وذلك كفر أي حجاب عن الناس، والعامة لمن اعتمد عليها وتوقف عندها، قالوا: ليس الخبر كالمعاينة وأن العيان يغنى عن البيان والخبر لا يغنى عن البيان، ولا عن العيان.

وقال النبي : "الشاهد يرى ما لا يرى الغائب".

قوله: "لا يكون التوحيد كفرا" هذا صحيح مجمع عليه يريد بهذا الكلام أنه ينبغى ألا يتوقف المريد عند شيء منه بالحجب المانعة من الواحد حتى يبلغ الله وهو الواحد الذي لا واحد إلا هو ولا يبلغ إلا بنفي كل ما سواه فافهم.

قال ابن عطاء: "العلم علم الجهل، والمعرفة معرفة الإنكار والمشاهدة مشاهدة الجحود" اعلم أن هذه الكلمات معنيين أحدهما: أدنى، والآخر: أعلى أما الأدنى قوله: "العلم علم الجهل" يعني علم الجهل خير من علم المعلوم؛ لأنه إذا علم المعلوم أدرك علم الجهل، فلا يأمن الجهل أن يأتي وينفي المعلوم ويستره عنه علم الجهل آنه جهل، وليس بعلم يلازمه العلم بالمعلوم؛ لأن المعلوم إذا علم أن اعتقاده بنفي صانع العالم غلم ضرورة أن للعالم صانعا وذلك عن الجهل، وإنما يمكن الاحتراز عنه إذ هو عالم ضرورة(1) كقولنا: "امن لا يعلم أيواب الكفر يوشك أن يقع فيه".

قوله: "والمعرفة إنكار" هذه معرفته ولا عند شيء من المعارف حتى تجاوز العلوم، والمعارف كلها إلى العلم المعروف ذاته كما مر في كلام أبى يزيد، والجنيد، والشبلي فيما سيق.

قوله: "والمشاهدة مشاهدة جحود" ويحتمل آنه آراد به مشاهدة كون كل (1) مكذا في الأصل:

Bogga 223