============================================================
شرح الأنفاس الروحانية قوله: "والتوحيد إلحاد" يعني به توحيد العامة أو توحيد من لم يدخل عالم الفناء والغرق، والمحق، والمحو بعد أن وقف على شيء من هذه العوالم فقد ألحد عن المقصود، ويحتمل أنه أراد بالعلم الاستدلالي، وبالمعرفة الضرورية فمن عاد إلى العلم الاستدلالي في معرفة شيء علمه ضرورة أتكر علمه الاستدلالي الضروري بذلك الشيء وجحدهما.
قوله: "والمعرفة إنكار" المشاهدة هذا إن رجع إلى المعرفة مع وجود المشاهدة لأن المشاهدة أبلغ من العلم الضروري وليس الخبر كالمعاينة فمن رجع إلى العلم والمعرفة عند المشاهدة فقد أنكر المشاهدة.
قوله: "والتوحيد إلحاده يعني مشاهدة التوحيد المجرد عن التعظيم والتكبير والاثبات تعطيل.
وروى عن الجنيد قدس الله سره قال: لاغاية التوحيد إلحاده وهذا يح على ما ذكرنا من المعنى فافهم.
وقد ذكرنا في مواضع أخرى أن التوحيد إذا تم وليس فيه شيء من التعظيم والإجلال ولا ما دون شييء كان إلحادا [..0](1) لأنه تعالى أعظم وأكبر من أن يحيط به العلم، والوهم، والفهم، ولا يحيطون به علئما، ويحتمل معاني أخرى وهو أن العلم بالله تعالى هو الجحود لكل شييء سواه، ومن هنا لزم لكل عاقل أن يعتقد ويقول: لا إله إلا الله وهذا صحيح على أصولهم فإن كل شيئا ليس شييء إلا الله وليس كل كاتن إلا هو ويقولون بالفارسية "إلى هم توقال بلب حبست داز كلبن حبست ورترغم نوايش إلى هم تو" وإلى هذا آشار علي بن آبى طالب (1) غير واضح بالأصل.
Bogga 221