211

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية سواء كان ما هو فيه صالححا، أو فاسذا، ومنه يقولون: طاب الوقت، وطاب وقتي، وخاب وقته؛ وإن لم يكن في خير ولا شر، يقولون: ضاع وقته، يعني لم يحصل في وقته نفع ولا ضر ولا خير، ولا شر، فأما ابن عطاء إنما أراد بقوله: لامن أوقاته" أي: من حفظ أوقاته وعد أزمنته كيلا يخيب ولا يضيع ولا يتعطل، ولكن يتحصل فيها ما هو الأهم، فإن ذلك الإنسان يأمن من ضيعة الوقت وخيبته بما حصل من الخير وقيل خير الطاعات عد الأوقات.

قوله: لامن جهل أوقاته حار" آي: يتحير في حفظها إذ لا يمكنه حفظ ما لا يعلم، ويحتمل أنه أراد بالأوقات هنا الواردات التي ترد عليه من الخواطر، واللحظات، والاشارات في القبض، والبسط والحزن، والسرور بالله تعالى وما أشبه ذلك من علم ذلك وعمل بمقتضياتها فاز وآفلح ومن جهل ذلك تحير لا يدرى فيم هو وأي شيء أتم له، ويحتمل أنه أراد بالأوقات الأحوال التي تأتى القوم ويسلبهم عنهم ويلحهم إلى التأوه والتحنن، والصياح على ما مر شرحه في باب الأنفاس في كلام الجنيد وابن عطاء إذا عرفت ذلك فنقول أراد بقوله: لامن علم أوقاته فاز" أي: من علم أحواله متى بجيء، وكيف يجى، وكيف يبقى، ويم يبقى، وبم يزول، وبم يأتي، ولم يعود، ولم يجئ، وما فوانده قاز لأن يحتاط فيها كيلا يشويها ما يشوبه.

قوله: لاومن جهل حار" آي تحير وأدى جهله إلى الحيرة، والخلط والجنون، وربما يؤدى إلى الهلاك فيما قوله: "امن علم أيامه هلك" يعني الماضىء والمستقيل، أو اشتغل بحفظها وعدها، والتأمل فيما عمل فيها من الخير، والشر هلك أي ضاع الوقت الذي هو فيه بلا فائدة، وهذا يعني قولهم: "إن الصوفي ابن وقته" والاشتغال بما ضاع من الوقت تضييع الوقت القائم.

Bogga 211