196

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

194 شرح الأنفاس الروحانية وقد ضرب الله المثل لنوره بقوله تعالى : ( آلله ثوز الشمدوت والأرض مقل نوره كم شكووم الآية.

واي مماثلة بين نوره ونور الزجاج والمشكاة والشجرة والزيت.

وكذلك ضرب الله تعالى المثل للحياة الدنيا بالماء النازل من السماء.

وضرب رسول الله * المثل للاسلام بالقبة.

وضرب المثل للعمل باللبن، وضرب المثل للقرآن بالحبل، فاي مناسبة بين هذه الأمور وبين الأشياء المضروب لها الأمثال، ولكن لما كان الحبل مثلا يتمسك به للنجاة والقرآن يتمتك به للتجاة صح التمثيل به: وقس عليه، وكل ذلك من باب المثال لا من باب المثل.

فكما صح ضرب الأمثلة لما ذكر صح ضرب الأمثلة لكل عارف لذات الله التي لا يثل لها لمناسبة معقولة من صفات الله تعالى: واعلم أننا لو أردنا ان تعرف مسترشدا سألنا: كيف يخلق الله الاشياء؟ وكيف بعلمها؟ وكيف يريدها؟

وكيف يتكلم؟ وكيف يقوم الكلام بنفسه؟ .

لا نقدر نعرفه معنى ذلك إلا بما عنده من صفات نقسه، ولولا أنه عرف نظير هذه الصفات من نفسه لما فهم مثال ذلك في حق الله .

قلت: إن المثال جائر، والمثل باطل؛ وذلك لأن المثال هو ما يوضح الشيء، والمثل ما يشابه الشيء من جميع الوجوه، وليس شيء في الوجود(1) ئماثل الحق تعالى.

فالكال هو المرئي في الدنيا والآخرة، كما سيأتي بسطه في الفصول الآتية إن شاء الله تعالى؛ لأنه لا يصح لعبد أن يرى الذات المقدسة؛ لأنها تنفي بذاتها أن يكون في حضرتها سواها،.

وهذا المثال هو المراد بقول *: "رايت رئي في احسن صورة.

وفي رواية: " في صورة شاب".

وهو المراد أيضا بقوله : "خلق الله آدم عل صورته".

وفي رواية صححها ابن التجار وأيدها الكشف: "على صورة الرحمن".

فإنه لا يصح أن يكون المراد بذلك صورة الذات، لأن الذات المقدسة لا صورة لها إلا من حيث التجلي بالمثال، كما يشهد لذلك خبر مسلم في التجلي يوم القيامة.

وكما تجلى جبريل لرسول الله في صورة دحية الكلبي: ومعلوم أن تمثل جبريل في دحية ليس معناه أن ذات جبريل انقلبت صورة دحية، وانما ظهرت تلك الصورة لرسول الله مثالأ مؤديا عن جبريل ما أوحى به إليه.

Bogga 196